Translate

السبت، 4 أبريل 2015

لسلامة أطفالنا الرضع .. إضاءات علاجية

لسلامة أطفالنا الرُضَّع.. إضاءات علاجية

الدكتورة الصيدلانية/ هلا غازي جوهرجي*
    غالباً ما تستوقف الأم أو من يقوم على رعاية الرضيع عدة تساؤلات عندما يعود الأمر للتعامل مع الأدوية والأعراض الصحية المفاجئة.
إن التعامل مع الأدوية يستلزم حرصاً مضاعفاً وفهماً دقيقاً بالتحديد عند استخدامها للأطفال الرُضّع، حيث إنّ هذه الشريحة العمرية لها طريقة مختلفة لعمل فسيولوجيا الجسم مع الدواء مقارنة بالشرائح العمرية الأخرى.
إنّ امتصاصَ بعض الأدوية (مثل بعض المضادات الحيوية) في الجهاز الهضمي للأطفال الرُضع يكون أكثر مما هو معتاد عند الكبار وغيرهم، وذلك لانخفاض إفراز الحموضة المعدية لديهم في الأعمار المبكرة بعد الولادة.
كما أن للرُضع مواصفات جلدية مختلفة عن الكبار، فهم يملكون جلداً حساساً وقليل السماكة يمتص الأدوية الموضعية سريعاً، لذلك يستلزم استخدام الأدوية الجلدية بحرص شديد، تحديداً الكريمات أو المراهم التي تحتوي على نسبة معينة من الكورتيزون. إضافة إلى ذلك، يوجد بعض الأدوية تبقى في الجسم وتعمل بناءً على نسبة الدهون وتوزيع البروتين (مثل أدوية الصرع)، وبعضها يعتمد على اكتمال عمل إنزيمات الكبد ووظائف الكلى (مثل شريحة كبيرة من الأدوية)؛ كل هذه العوامل تجعل فعالية الدواء وحركته داخل جسد الرضيع مختلفة عن الشرائح الأخرى.
إنً فهم جرعة دواء الرضيع والالتزام بها من أهم عوامل فعاليته وسلامة الرضيع. فجرعة دواء الرضيع من الممكن أن تتغير بحسب وزنه الذي يتغير سريعاً. لذا، على الأم أن لا تعتمد على جرعة قديمة تعطيها للطفل في كل مرة تحتاج فيها أن تعطي الدواء.
مما يجدر ذكره أيضاً، أن تركيز الدواء قد يختلف حسب الشركة المصنّعة له أو يتواجد بتراكيز مختلفة بالرغم من تطابق نوع المادة الفعالة. فعلى سبيل المثال، من الممكن أن تكون الأم قد استخدمت لطفلها سابقاً خافضاً للحرارة بتركيز معين، ثمّ في مرة أخرى تستخدم نفس الكمية المعتادة ولكن من تركيز مختلف مما يؤدي إلى ضرر الرضيع ويعطيه إمّا جرعةً أقلّ مما يلزم أو أكثر من ذلك. لذلك، سؤال المختص في كل مرة عن تركيز الدواء والتأكد منه هو من أهم عوامل سلامة دواء الرضيع.
جميع الأدوية لها أعراض جانبية متوَقّع حدوثها، وأخرى نادرة الحدوث. لكنّ متابعة حدوث عرض جانبي لدى الرضيع لا تكون دائما سهلة، لأنّه لا يملك أن يعبِر عن أعراضٍ يشعر بها إلا بالبكاء. وهنا يأتي دور الأم في متابعته جيداً ومراقبة حدوث أي تغيير في طريقة بكائه أو مدى استجابته أو تغييراً في لون بشرته وطبيعة إخراجه أو غيرها. فور ملاحظة أو توقع حدوث عرض جانبي، على الأم إيقاف الدواء واللجوء إلى طبيبه المختص في أقرب وقت ممكن.
عادةً بعد ولادة الطفل، يتم إعطاء ذويه كتيباً خاصاً بتطعيماته وجدول مواعيدها. يجب الحرص التام على استيفاء هذه التطعيمات وأخذها بالوقت المحدد. وإن كان الرضيع قد ثَبُت أن لديه حساسية من دواء معين أو مادة معينة، يجب إعلام الطبيب والممرضة في حين موعد إعطاء التطعيم، حيث إنّ بعض التطعيمات ممنوعة إن ثبت وجود حساسية سابقاً. كما يجب الإفصاح عن أي أدوية يأخذها الرضيع أو أيّ حالة مرضية يعاني منها، وذلك للتأكد من سلامة التطعيم وعدم تعارضه مع حالته الصحية بشكل كامل.
الحرص المكثّف في التعامل مع أدوية الرُّضَّع مطلب صحي. تغييراتٌ بسيطة يمكن أن تحدث فارقاً كبيراً لديهم.
* قطاع الرعاية الصيدلية

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق