Translate

السبت، 11 أبريل 2015

النشاط البدني ... والجهاز الهضمي


عبدالغفور بن أحمد العمري*
    للنشاط البدني أثر كبير وإيجابي على صحة الإنسان وعلى أجهزة الجسم كافة، وعند مزاولة الرياضة والتمارين يشعر المرء بالنشاط والراحه العقلية والبدنية.
وهناك اختلاف بين الباحثين والأطباء في تأثير النشاط البدني على الجهاز الهضمي، ويكمن الاختلاف في إيجابية أو سلبية النشاط البدني على الجهاز الهضمي، ويختلف النشاط البدني من شخص إلى آخر فهناك الرياضيون الذين يمارسون النشاط البدني بشراسة وهناك الأشخاص الذين يمارسون النشاط العادي كالمشي والهرولة والسباحة وأنواع الرياضة الخفيفة.
أثناء ممارسة الرياضة العنيفة تزداد نسبة الحموضة، ألم الصدر، الشعور بالغثيان وكذلك التقيؤ وتزداد تقلصات الأمعاء وبالتالي حدوث إسهال، هذه الأعراض تحدث بنسبة 50% عن المعدل الطبيعي، وتُعزى هذه الأعراض إلى قلة تدفق الدم للأمعاء وتغيرات بإفراز الهرمونات وأنزيمات الجهاز الهضمي مما يؤدي إلى كسل الأمعاء، والجدير بالذكر أن هذه الأعراض تكون وقتية ويمكن تخفيف حدوثها إذا تناول الإنسان قبل ممارسة الرياضة كمية كافية من السوائل، ويُنصح الأشخاص الذين يتناولون الأسبرين بعدم ممارسة الرياضة العنيفة لأنها تزيد من نسبة حدوث نزف الأمعاء وهذا بدوره يؤدي إلى فقر الدم.
للنشاط البدني المعتدل كممارسة المشي والهرولة والسباحة وركوب الدراجات المقترن بالتغذية الصحية السليمة آثار إيجابية كثيرة على صحة الإنسان فهو وسيلة للحماية من سرطان الأمعاء لأنه يعمل على تقليل السمنة، وتقليل مقاومة الأنسولين في الخلايا مما يزيد من عمل الخلايا، ويحسن جهاز المناعة في الأمعاء، ويقلل من التهابات الأمعاء(Diverticulosis)، وهناك العديد من الدراسات التي أثبتت الأثر الإيجابي للنشاط البدني المعتدل كوسيلة حماية من عدة مشاكل صحية مقترنة بالجهاز الهضمي.
من المسائل التي بحثتها هذه الدراسات هي الأورام السرطانية كسرطان المعدة والقولون والمستقيم، الإمساك، حصى المرارة، التهابات الأمعاء  والقولون العصبي وكذلك تأثير النشاط البدني المعتدل على النزف المعوي وحركة الأمعاء، ولنتناول هذه المشاكل بقليل من التفصيل:
فبالنسبة لسرطان المعدة والأمعاء، فقد أثبتت هذه الدراسات بقرائن قوية أهمية النشاط البدني والتقليل من نسبة حدوث سرطان القولون بنسبة 25 بالمئة وكذلك وجدت هذه الدراسات أن لا علاقة سلبية بين ممارسة الرياضة وسرطان المعدة والمستقيم كما كان يقال سابقاً، وربما تعزى هذه العلاقة الإيجابية بين النشاط البدني والتقليل من نسبة حدوث سرطان القولون بأن الرياضة تقلل من الفترة التي يقضيها الطعام في الأمعاء وما يحويه من المواد الضارة، فزيادة مدة بقاء المواد في الأمعاء وملاصقتها لبطانة الأمعاء تزيد من نسبة حدوثه.
أما الإمساك فإلى الآن لم توجد علاقة قوية بين زيادة النشاط البدني والتقليل من الإمساك ولفهم هذه المشكلة نحن بحاجة إلى مزيد من الدراسات.
وبالنسبة لحركة الأمعاء فهناك دراسات متناقضة بين زيادة النشاط البدني وحركة الأمعاء، وتبين بعض الدراسات العلاقة الإيجابية بين الاثنين وقليل منها تبين العلاقة السلبية ونحن بحاجة إلى مزيد من الدراسة حول هذا الموضوع.
وحول حصى المرارة (الصفراء) فهناك دلائل من دراسات تبين العلاقة الإيجابية بين النشاط البدني والتقليل من حصى المرارة (الصفراء) وذلك لأنه أثناء ممارسة الرياضة يقل إفراز العصارة الصفراوية وتقل مدة توصيلها إلى الأمعاء. وبالنسبة لالتهابات الأمعاء فبينت بعض الدراسات أن الرياضة المعتدلة كالمشي والهرولة مع الغذاء الصحي الغني بالألياف علاقة إيجابية بتقليل التهابات الأمعاء.
أما القولون العصبي فقد وجدت الدراسات علاقة إيجابية بين ممارسة الرياضة والتقليل من حدوث القولون العصبي، وذلك لأن الرياضة تحسن من الحالة النفسية للإنسان وهذا ينعكس بدوره على الأمعاء.
وأخيراً النزف المعوي فقد يزداد أثناء ممارسة الرياضة القوية وذلك عند الأشخاص الذين يتناولون دواء الأسبرين، لذلك ينصح هؤلاء الأشخاص بعدم ممارسة الرياضة العنيفة، أما عند الأشخاص الذين لا يتناولون هذه المادة فلا ضرر في ذلك.
وخلاصة القول ان النشاط البدني المعتاد له تأثير إيجابي على الجهاز الهضمي، ولكن نحن بحاجة إلى مزيد من الدراسات التي تبين حدة ومدة النشاط البدني ومدى تأثيرها على الجهاز الهضمي، وبالله التوفيق.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق