Translate

السبت، 11 أبريل 2015

تأثير الأدوية على الجهاز الهضمي



تماضـر محمـود أبو رياش*

    يتكون الجهاز الهضمي من الفم والمريء والمعدة والإثنى عشر والأمعاء الدقيقة والأمعاء الغليظة والكبد والبنكرياس، وتأتي العلاقة مباشرة بين الأدوية وهذا الجهاز لأن أغلب الأدوية يتم تناولها وامتصاصها من خلاله، فتبدأ رحلة الدواء بتناوله عن طريق الفم مروراً بالمريء وصولاً للمعدة، حيث يتم تفكيك وتحلل بعض العلاجات حتى يتم امتصاصها عن طريق الأمعاء الدقيقة ومن ثم طرح الفضلات عن طريق الأمعاء الغليظة.
من أكثر الأسئلة المطروحة من قبل المريض للصيدلاني هو موعد تناول الأدوية قبل أم بعد الطعام، وذلك يعتمد على مدى تأثر العلاج بوجود الطعام من عدمه فبعض الأدوية تستلزم وجود الطعام كي يتم امتصاص الدواء على أحسن وجه وبعضها الآخر يتأثر بوجود الطعام في المعدة ويتفاعل مع بعض أنواع الطعام لذلك ينصح المريض بتناول العلاج على معدة فارغة، بينما بعضها ينصح المريض عند تناوله بالابتعاد عن أطعمة معينة قد تؤثر على امتصاص العلاج، وما أهم الآثار الجانبية على الجهاز الهضمي، كل ذلك يعتمد على التركيبة الكيميائية للدواء وطبيعة عمله فبعض الأدوية قد تؤثر على المريء فيسبب صعوبة بالبلع وحرقان ومنها ما يؤثر على المعدة وقد تسبب حموضة أوقرحة أو ارتجاع في المعدة أو غثيان وقيء، نذكر على سبيل المثال بعض مسكنات الألم ولذلك يفضل تناول هذه العلاجات بعد الطعام وقد يصف الطبيب للمريض بعض الأدوية المضادة للحموضة لحماية المعدة خصوصا عند كبار السن ومنها ما قد يسبب خمول بحركة الأمعاء أو امتصاص السوائل مما قد يؤدي إلى الإمساك مثل بعض أدوية الحموضة المحتوية على الألمنيوم لذلك ينصح المريض بتناول كميات وافرة من الماء والأغذية الغنية بالألياف النباتية خاصة ومنها ماقد يقتل بعض أنواع البكتيريا الموجودة بالأمعاء والتي تساعد في عملية الهضم مما يؤدي إلى نمو بعض أنواع البكتيريا الضارة والتي قد تسبب الإسهال مثل بعض أنواع المضادات الحيوية ومنها ما قد يؤثر على الكبد فيسبب يرقان بالجلد وحكة.
أما عن مدى تأثير العلاجات الكثيرة على الجهاز الهضمي وبخاصة كبار السن فيقوم الطبيب بوصف أدوية لحماية كل من المعدة والجهاز الهضمي.
من أكثر الأدوية المتداولة في مجتمعاتنا والتي لا نعلم مدى خطورة تناولها بجرعات كبيرة بدون رقابة الطبيب هي مسكنات الألم، فتناولها المفرط بدون الاشراف الطبي قد يؤدي إلى حدوث ارتجاع بالمرئ وقرحة بالمعدة والإثنى عشر وفي بعض الأحيان في الأمعاء الدقيقة وقد تؤثر على حركية الجهاز الهضمي وسوء بالهضم والامتصاص وآلام متكررة بالبطن وأيضا من الممكن أن تؤدي إلى حدوث مشاكل بالكبد والكلى قد تؤدي في بعض الأحيان إلى فشل كلوي وتليف بالكبد.
ختاماً الطبيب من يقوم بتقييم وتشخيص المريض ومدى حاجته لأدوية حماية وتغليف المعدة؛ لذلك يجب تجنب تناول هذه الأدوية بدون الإستشارة الطبية، قد تحدث الأعراض السابق ذكرها لبعض المرضى في حين أن البعض الآخر قد لا تحدث له، لذا ينصح بالرجوع للطبيب المتابع للحالة المرضية أو الصيدلاني واستشارته عند حدوث أي من هذه الأعراض، فالطبيب هو من يحدد ملائمة العلاج من عدمها للمريض، فلا بد من اتباع تعليماته لصرف أي نوع من العلاج، من المهم تجنب العادة المتبعة بوصف نفس الدواء المصروف لمريض معين من طبيبه لمريض آخر يشكو من نفس الأعراض بدون وصفة طبية منعاً لحدوث مضاعفات جانبية.
* قسم الصيدلة

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق