Translate

السبت، 16 مايو 2015

عيادة الطب النفسي

د.علي الزهراني
    الهستيريا
* ما علاج مرض الهستيريا؟
- يعتبر اضطراب الهستيريا أو كما يعرف حاليا بالاضطراب التحولي من الأمراض (العصابية) وليست العصبية والتي يكون فيها الشخص (مستبصرا) بحالته أي يكون مدركا لاضطرابة وراغبا بالعلاج.
والعلاج قد تكون الهستيريا وقتية ويشفى المريض تلقائيا (وخاصة إذا لم يحقق هدفه) ولذا يستحسن علاج هذا الاضطراب بالعيادة الخارجية.
والعلاج قد يتراوح مابين العلاج النفسي اللادوائي حيث يتم التعرف على تركيب الشخصية بهدف تطويرها ونموها، وقد يستخدم الأخصائي التنويم الإيحائي لإزالة الأعراض، ويلعب الإيحاء والإقناع دورا هاما هنا، ويستخدم التحليل النفسي للكشف عن العوامل التي سببت ظهور الأعراض، والدوافع اللاشعورية وراءها ومعرفة هدف المرض، ويقوم المعالج بالشرح الوافي والتفسير الكافي للأسباب ومعنى الأعراض كذلك يفيد العلاج النفسي التدعيمي ومساعدة المريض على استعادة الثقة بنفسه وتعليمه طرق التوفيق النفسي السوي والعيش في واقع الحياة، ويستخدم ايضا العلاج الجماعي خاصة مع الحالات المتشابهة ويجب أن يعمل المعالج باستمرار على إثارة تعاون المريض وتنمية بصيرته ومساعدته في أن يفهم نفسه ويحل مشكلاته ويحاربها بدلا من أن يهرب منها.
وكذلك الإرشاد النفسي للوالدين والمرافقين كالزوج أو الزوجة
وينصح بعدم تركيز العناية والاهتمام بالمريض أثناء النوبات الهستيرية فقط لان ذلك يثبت النوبات لدى المريض لاعتقاده أنها هي التي تجذب الانتباه إليه.
وكذلك العلاج الاجتماعي البيئي، وتعديل الظروف البيئية المضطربة التي يعيش فيها المريض بما فيها من أخطاء وضغوط أو عقبات حتى تتحسن حالته.
هذا فضلا على العلاج الطبي للأعراض ويستخدم علاج التنبيه الكهربائي أو علاج الرجفة الكهربائية، وفي بعض الأحيان يلجأ المعالج إلى استخدام الدواء النفسي الوهمي ويفيد فائدة كبيرة.
عصبية جدا لأتفه الأسباب
* أنا أم أعاني مع ابنتي المراهقة عمرها 14 سنة عصبية جدا لأتفه الأسباب لا تحترمني تتلفظ عليّ بأبشع الكلمات تدعي عليّ بالموت دائما تطردني من الغرفة ومن المنزل تدعي على نفسها وإخوتها ووالدها تتكلم عن الانتحار كثيرا طبعها خارج البيت خجولة ومؤدبة وهادئة متفوقة في دراستها ومعلماتها يحببنها متعاونة مع المدرسة، وزميلاتها يشكرنها كثيرا لا أستطيع تحديد شخصيتها وقت الزعل لا تأكل ولا تشرب ولا تجلس معنا ولا تنام تذهب للمدرسة مواصلة ولا تنام في النهار الا ساعة تقريبا.. أتعذب وأنا أرى حالها فما الحل؟
- واضح أن ابنتك تمر بمرحلة المراهقة هذه المرحلة التي تعد من أخطر المراحل التي يمر بها الإنسان حيث تتسم بالتجدد المستمر، والترقي في معارج الصعود نحو الكمال الإنساني الرشيد، ومكمن الخطر في هذه المرحلة التي تنتقل بالإنسان من الطفولة إلى الرشد، هي التغيرات في مظاهر النمو المختلفة (الجسمية والفسيولوجية والعقلية والاجتماعية والانفعالية والدينية والخلقية)، ولما يتعرض الإنسان فيها إلى صراعات متعددة، داخلية وخارجية.
والمراهق في هذه المرحلة يقترب من النضج الجسمي والعقلي والنفسي والاجتماعي"، ولكنه ليس نضجا كاملا إلا بعد سنوات عديدة قد تصل إلى 10 سنوات. ولذا لابد ان نميز هنا بين المراهقة والبلوغ، فالبلوغ يعني "بلوغ المراهق القدرة على الإنسال، أي: اكتمال الوظائف الجنسية عنده، وذلك بنمو الغدد الجنسية، وقدرتها على أداء وظيفتها"، أما المراهقة فتشير إلى "التدرج نحو النضج الجسمي والعقلي والنفسي والاجتماعي". وعلى ذلك فالبلوغ ما هو إلا جانب واحد من جوانب المراهقة، كما أنه من الناحية الزمنية يسبقها، فهو أول دلائل دخول الطفل مرحلة المراهقة.
ويشير ذلك إلى حقيقة مهمة، وهي أن النمو لا ينتقل من مرحلة إلى أخرى فجأة، ولكنه تدريجي ومستمر ومتصل، فالمراهق لا يترك عالم الطفولة ويصبح مراهقاً بين عشية وضحاها، ولكنه ينتقل انتقالاً تدريجياً، ويتخذ هذا الانتقال شكل نمو وتغير في جسمه وعقله ووجدانه.
وعموما لابد أن تتفهمي هذه المرحلة التي تمر بها ابنتك وان الاكتئاب الذي تعاني منه ماهو الا إفراز لهذه المرحلة ولربما يؤدي الصراع بينكما إما إلى الانتحار أو الهروب من المنزل.
حاولي أن تصبري عليها وتتلمسي احتياجاتها حتى تتخطى ضغوط هذه المرحلة وأنا أجزم بأنها تعود لوضعها الطبيعي يوما بعد آخر خاصة كلما لامس عمرها العشرين.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق