Translate

السبت، 16 مايو 2015

اضطراب ما بعد الصدمة..

المصابون يشعرون بالحزن والاكتئاب والقلق والذنب وأحياناً بالغضب

الاعراض تعتمد على شدة التجربة
د.علي الزهراني
    كثرت في هذا الزمان الاعراض المصاحبة لاضطراب مابعد الصدمة بسبب الحروب وتلك المقاطع المنقولة عن الصراعات من قطع للرؤوس وقتل واسفاف لم يشهدها التاريخ من قبل الا في عصور الانحطاط الاخلاقي التي تمر بها بعض الامم نتيجة لتدني مستوى الانسانية مثلما هو الحاصل في زماننا الحالي. وهذا لا يعني ان الحروب هي التي تفرز مثل هذه الاعراض بل هناك الفيضانات والاغتصابات والحرائق والاختطاف والارهاب والاحداث القاسية تفرز مثل هذه الامور. ولا يعني ذلك ان الاشخاص الذين يتعرضون لهذه المواقف هم من يصابون بهذا الاضطراب بل حتى اولئك الذين يشاهدونها، ولذا ننصح بعدم الحرص على مشاهدة حوادث الطرق او تلك المقاطع التي تنقل عبر وسائل التواصل الاجتماعي الحديثة.

كلما كانت التجربة دموية ومفاجئة كانت الأعراض أسوأ! ويحدث اضطراب ما بعد الصدمة عندما يشعر الشخص بأن هناك خطرا يهدد حياته مصحوبا بأعراض الاضطراب والتي تبدأ بعد أسابيع أو حتى شهور من الحادثة.
وعادة ما تظهر في غضون 6 أشهر من ذلك الحدث.
والاعراض تتمحور حول الشعور بالحزن والاكتئاب والقلق والذنب وأحياناً بالغضب، هذه بالاضافة للمشاعر الطبيعية التي تحدث لكل الاشخاص بعد هذه الحوادث.
وهنالك ثلاثة أنواع من الاعراض:
1- الشعور بحصول التجربة من جديد والكوابيس او مايعرف بFlashbacks & Nightmares كأن تشعر بأنك تمر بالتجربة من جديد. هذا قد يحدث مثل تذكر الحدث خلال النهار او كوابيس خلال الليل. هذه قد تحدث بصورة كأن الاحداث تحدث من جديد. الشخص قد لا يتخيل الاحداث ولكن قد يشعر بمشاعر مشابهة لما حدث كالخوف والاصوات والآلام.
2 - تجنب مواقف وأماكن معينة
تذكر الحادث من جديد قد يسبب الكثير من الازعاج. فلذلك يحاول الاشخاص المصابون بمحاولة الابتعاد عن ذلك بالقيام بفعاليات كثيرة أو هوايات والعمل الكثير وتجنب أماكن واشخاص متعلقين بالحادث.
3-الشعور بالتيقظ دائما
فيشعر الشخص بالتيقظ دائما كأنه في خطر دوماً hypervigilance لا تستطيع
الاسترخاء مع صعوبة النوم والشعور بالقلق.
بالاضافة الى أعراض أخرى مثل ألم العضلات والإسهال وعدم انتظام النبض والصداع ومشاعر الفزع والخوف والاكتئاب وشرب الكثير من الكحول يتعاطون المخدرات بما فيها المسكن، ولحسن الحظ ان معضم الاشخاص قد يعانون من اعراض طفيفة في الشهر الاول بعد الحادث وهذه الاعراض تساعد الشخص على فهم الحدث. وبمرور الايام هذه الاحداث تخف تدريجياً. ولكن كل شخص من ثلاثة اشخاص تستمر معهم الاعراض وقد تزيد.
والذي يجعل اضطراب ما بعد الصدمة أسوأ هو كلما كانت التجربة أخطر و أكثر دموية ومفاجئة وغير متوقعة وهناك عدة تفسيرات لحدوث هذا الاضطراب منها:
الاسباب النفسية:
عندما نشعر بالخوف نتذكر الاحداث بصورة أحسن، على الرغم من صعوبة تذكر هذه الأحداث ولكن قد تكون مفيدة وتساعدنا في فهم ما حصل وعلى المدى البعيد تساعدنا على العيش ومواجهة المخاطر. ومنها الجسمية:
عندما يكون الجسم تحت الإجهاد يفرز هورمون الادرينالين وذلك لتحفيز الجسم وعندما يهدئ الجسم يعود مستوى هذا الهورمون للطبيعي.
وفي حالة اضطراب ما بعد الصدمة ذكريات الحادث تُبقي على هرمون الأدرينالين بمستوى عال، وهذا يؤدي الى شعور الانسان بالتوتر والقلق واضطراب النوم. ويؤثر هذا الهورمون أيضا على عمل جزء من الدماغ الذي يتعامل مع الذكريات.
اما العلاج فهناك جوانب بدنية ونفسية لاضطرابات ما بعد الصدمة، لذلك هناك علاجات بدنية ونفسية مثل:
Psychotherapy العلاج النفسي
كل العلاجات النفسية تركز على الحادث الذي سبب الأعراض. فالمصاب لا تستطيع نسيان ما حدث ولكن بإمكانك التفكير بطريقة أخرى عن الحادث او الحياة بصورة عامة. هذه العلاجات تساعد على فهم ما حدث وتساعد الدماغ على التعامل مع هذه الذكريات المؤلمة وتخطيها والعيش بصورة طبيعية. وفي بعض الأحيان عندما تجد نفسك قادرا على التعامل مع هذه الذكريات وهذا يساعد الدماغ على السيطرة على المشاعر بصورة أحسن. كل هذه العلاجات يجب أن تُعطى من قبل متخصصين في علاج اضطرابات مابعد الصدمة.
الجلسات ينبغي على الأقل أن تكون أسبوعية مع المعالج نفسه وتستمر عادة 8-12 أسبوعا لمدة حوالي ساعة، قد تصل أحيانا إلى 90 دقيقة.
العلاج السلوكي الإدراكي(CBT)
وهي طريقة لمساعدة المضطرب على التفكير بطريقة مختلفة ولكي تصبح الذكريات غير مؤلمة وتستطيع السيطرة عليه وعلى مشاعرك بطريقة أحسن.
عادة ما يتضمن العلاج على بعض تمارين الاسترخاء لمساعدتك على عدم التفكير في الأحداث.
العلاج الجماعي: وتشمل لقاء مع مجموعة من الأشخاص الآخرين الذين مروا خلال تجارب مشابهة. وجود الناس الآخرين مروا بمثل هذه التجارب يسهل الحديث عن الحادث.
الأدوية: مثل مضادات الاكتئاب SSRI سوف تحد من قوة الاضطراب وتخفيف أعراضه. هذا النوع من الدواء لا يسبب التعب أو النعاس، على الرغم من أن لها بعض الآثار الجانبية لبعض الناس. كما أنها قد تنتج أعراضا جانبية وتسبب بعض الأعراض عندما تتوقف بصورة سريعة.إذا استجابت لهذه الادوية فمن المفروض الاستمرار عليها لمدة 12 شهراً، قد يشعر بعض الناس بالاعراض التالية:
قلق وأرق ولربما الرغبة في الانتحار ولكن هذه الاعراض تختفي تدريجيا وقد أثبتت بعض البحوث ان العلاجات النفسية المذكورة أعلاه والادوية المضادة للكآبة ذات تأثير فعال.
وننصح الاخوة عندما يعانون من صعوبة السيطرة على المزاج او المشاعر او صعوبة في التعامل مع الناس او تشعر بالاكتئاب بالابتعاد عن الاجهاد وكذا شرب الكثير من القهوة أو التدخين واخذ قسط من الراحة بالابتعاد عن المصدر المثير للاعراض.

الصدمة القوية تخلف ردة الفعل القوية

تتكرر المواقف السيئة على الذهن وتؤثر على الانسان

حزن واكتئاب

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق