Translate

الأحد، 17 مايو 2015

أمراض الغدة الدرقية والحمل


ريم فيصل العماوي *
    خلال فترة الحمل تحدث بعض التغيرات الفسيلوجية والهرمونية والتي تؤثر على وظائف الغدة الدرقية وبسبب هذه التغيرات الطبيعية خلال فترة الحمل فإنه يجب متابعة تحاليل الغدة الدرقية بصورة مستمرة ومن قبل الطبيب المختص.
وأسباب التغيرات في وظائف الغدة الدرقية خلال فترة الحمل ترجع إلى تأثير أثنين من الهرمونات الرئيسية: محرض الغدد التناسلية المشيمية البشريةو هو الهرمون الذي يتم قياسه في اختبار الحمل، وهرمون الأستروجينو هو الهرمون الأنثوي الرئيسي .
وخلال فترة الحمل الأولى من( 10-12 أسبوعا من الحمل)، فإن الطفل يعتمداعتماداً كلياً على الأم لإنتاج هرمونات الغدة الدرقية، وفي نهاية الأشهر الثلاثة الأول من الحمل تبدأ الغدة الدرقية للطفل بإنتاج هرمونات الغدة الدرقية بمفردها، ومع ذلك يبقى الطفل معتمداً على الأم لاخذ كميات كافية من اليودالضرورية لتكوين هرمونات الغدة الدرقية.
والغدة الدرقية تعمل بطريقة طبيعية إذا كان معدل الهرمونات بالحدود الطبيعية خلال فترة الحمل، ويمكن أن تحدث زيادة في حجم الغدة الدرقية بما يعرف تضخم الغدة الدرقية ويحدث هذا عادة في المناطق التي يوجد فيها نقص اليود.
والأسباب الأكثر شيوعاً لفرط نشاط الغدة الدرقية أثناء الحمل وبنسبة (80-85%) منها مرض جريفز، والذي يمكن أن يكون تشخيصه صعب إلى حد ما خلال فترة الحمل، وذالك لعدم التمكن من عمل المسح النووي للغدة الدرقية بسبب الكمية الصغيرة من اليود المشع التي تعطى قبل الأشعة والتي يمكن أن تتركز بالغدة الدرقية للطفل، ونتيجة لذلك، يستند التشخيص على التاريخ الطبي للمريضة والفحص السريري والفحوصات المخبرية.
وقد يظهر المرض في بداية الحمل وخلال الأشهر الثلاثة الأولى من الحمل، بالإضافة إلى الأعراض المرتبطة بفرط نشاط الغدة الدرقية، ويمكن أن يؤدي عدم كفاية معالجة الأمهات الحوامل إلى ولادة مبكرة، ومضاعفات خطيرة تعرف باسم تسمم الحمل، فالمرأة المصابة بمرض جريفز أثناء الحمل تكون معرضة لخطر الإصابة بفرط شديد جداً بالغدة الدرقية والمعروفة بعاصفة الغدة الدرقية، وغالباً ما يتحسن المرض خلال الثلث الأخير من الحمل، وقد يزداد سوءا خلال فترة ما بعد الولادة.
المخاطر التي يتعرض لها الطفل من مرض جريفزتكون بسبب فرط نشاط الغدة الدرقية عند الأم وهو ما قد يؤدي الىعدم انتظام دقات القلب (سرعة معدل ضربات القلب) الجنين، وصغرحجم الطفل عند الولادة، والولادة المبكرة للطفل (الخداج)، التشوهات الخلقية.
خيارات العلاج للمرأة الحامل مع مرض جريفزأوفرط نشاط الغدة الدرقية هي :
* فرط نشاط معتدل (مستويات هرمون الغدة الدرقية مرتفعة قليلا مع الحد الأدنى من الأعراض) غالبا ما تراقب عن كثب دون العلاج طالما كل من الأم والطفل على ما يرام.
* فرط نشاط شديد بحيث تتطلب العلاج، والأدوية المضادة لنشاط الغدة الدرقية هي العلاج الأمثل PTU، والهدف من العلاج هو الحفاظ على مستويات الهرمونات T4 وT3 في الحدود الطبيعية بأقل جرعة من الدواء.
* ومن النادر جدا أن ينصح بالاستئصال الجراحي للغدة الدرقية لدى المرأة الحامل نظراً لمخاطر الجراحة والتخدير على حد سواء للأم والطفل.
* لا يستخدم اليود المشع لعلاج فرط نشاط الغدة الدرقية خلال فترة الحمل لأن اليود المشع يعبر المشيمة بسهولة ويؤثر على الغدة الدرقية للطفل، مما يتسبب في تدمير الغدة الدرقية ويؤدي إلى قصور دائم في عمل الغدة .
* أدوية (بيتا بلوكر) يمكن استخدامها أثناء الحمل للمساعدة في علاج الخفقان والرعشة بسبب فرط نشاط الغدةالدرقية.
وعادة يتم العلاج بالعقاقير المضادة لنشاط الغدة الدرقية ميثيمازول أو بروبيل ثيوراسيل (PTU): فهذه الأدوية تعبر المشيمة وقد تؤثر على الغدة الدرقية للطفل ويعتبر بروبيل ثيوراسيل (PTU )العلاج الأمثل للأم الحامل والسبب لأن كمية العلاج التي تعبر المشيمة أقل مقارنة بأي علاج آخر.
وقد يتفاقم مرض جريفز عادة في فترة ما بعد الولادة، وعادة في ال 3 أشهر الأولى بعد الولادة، وغالبا ما يتطلب جرعات أعلى من الأدوية المضادة لنشاط الغدة الدرقية خلال هذا الوقت، ومن الضروري عمل فحوصات دورية لوظائف الغدة الدرقية .
ويمكن للأم المصابة بمرض جريفز وتعالج بالادوية المضادة للنشاط أن ترضع طفلها، ومن المهم أن نلاحظ أن الطفل يحتاج لتقييم دوري لوظائف الغدة الدرقية لضمان الحفاظ على وضع الغدة الدرقية طبيعي.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق