Translate

السبت، 8 أغسطس 2015

مرضى الربو والقلب.. كلاهما يسبب ضيق النفس والصفير

تأثير متبادل بينهما والمريض قد يقع في شراك عدم تعاون أطباء القلب والصدرية

مرضى الربو والقلب.. كلاهما يسبب ضيق النفس والصفير

    طلب بعض مرضى الربو والذين يعانون من أمراض في القلب الكتابة في هذا الموضوع وتوضيح مفاهيم مهمة لمن يعانون المرضين أو أحدهما وأسرهم وكذلك لمن يهتمون برعايتهم لأن أمراض شرايين القلب ومرض الربو المزمن يشتركان في بعض المسببات والأعراض والخطورة... ولذلك لابد من عرض تلك المفاهيم بشيء من التبسيط
كيف يؤثر الربو على
شرايين القلب ويتأثر بها:
مرض الربو مرض مناعي أما بسبب حساسية خارجية مثلا لحبوب اللقاح كما في ربو الأطفال أو ردة فعل مناعية داخلية للجسم كما يحدث في ربو البالغين، وقد يكون المريض مصابا بما يسمى أمراض الرئتين المزمنة التي قد يكون الربو جزءا منها وبالذات في كبار السن المدخنين... وعادة الأخيرة تتواجد مع أمراض شرايين القلب في كبار السن وإن كان أي منهما قد يكون منفصلا عن الآخر... ويزيد من شدة أعراض الربو كمية التدخين اليومية أو التعرض لدخان السجائر كما في مجالسة المدخنين وكذلك في المقابل أمراض تضيق شرايين القلب التي تزداد مع التدخين... وقد أوضحت الأبحاث الطبية أن السمنة تزيد من شدة كلا المرضين الربو وتضيق شرايين القلب... بالإضافة إلى أن مرض الربو الشديد يؤثر على القلب كثيرا ويتأثر به كثيرا... فيسبب ارتفاع الضغط الرئوي، وتوسع الجانب الأيمن من القلب؛ وبالتالي فشل القلب الأيمن... بالإضافة إلى زيادة الخفقان، وارتفاع الضغط الشرياني العام بسبب انقطاع التنفس الليلي... وفي المقابل ضعف القلب الشديد يسبب ضيقة في التنفس وصفيرا أحيانا يسمى (الربو القلبي) وهو صفير وضيقة تنفس بسبب احتقان الرئتين بالسوائل يشابه كثيرا صفير الرئتين أثناء الربو الحقيقي... ويستطيع الطبيب التمييز بينهما بتاريخ المريض وفحصه وفحوصاته وأشعة الصدر واستجابة المريض لنوع معين من العلاجات.
كذلك هناك تداخل بينهما في مجال تأثير العلاجات وتأثرها فأدوية الربو تسبب نقص البوتاسيوم وارتفاع الضغط وتسارع النبضات وعدم انتظامها والكورتيزون قاعدة أساسية في علاج الربو كمثبط للمناعة، وهذا يزيد أحيانا من مستوى السكر والدهون في الدم، ويرفع الضغط خصوصا إذا كان عن طريق الفم أو كانت زيارات المريض كثيرة ومتعددة للطوارئ بنوبات الربو الحادة فيأخذ الكورتيزون على شكل حقن عالية القوة أثناء زياراته... كما أن أدوية القلب بعضها مثل مضادات مستقبلات بيتا والإسبرين تسبب إثارة لانقباض قصبات الرئتين و بالتالي زيادة الربو.
الأعراض:
كلاهما يسبب ضيق
التنفس والصفير
أثناء أزمة الربو: يرتفع النبض ويقل الأكسجين ويحدث تسارع أذيني في نبضات القلب وقد يكون مصحوبا بالرجفان الأذيني فاذا تم التحكم بنوبة الربو الحادة اختفى الرجفان الأذيني ويعتمد على جهد المريض أثناء ضيق التنفس فاستخدام العضلات الثانوية للصدر يرفع الضغط كثيرا، ويزيد الجهد على القلب، فإذا كان ذلك القلب مريضا أو ضعيفا أو لديه تضيق في الشرايين فقد يسبب ذلك تجمعا للسوائل في الرئتين وألم، وقد تحدث جلطة في القلب... ولذلك في مريض القلب المصاب بالربو يجب التحكم بالربو تماما منعا عن زيادة الجهد على القلب وبالتالي تدهور حالة المريض.
أثناء أزمة القلب: سواء كانت الأزمة من الشرايين أو من العضلة أو من الصمامات فإن ذلك يسبب تجمع السوائل في الرئتين وضيق التنفس الذي قد يحسبه المريض وبعض الأطباء خطأ أنه هو الربو المعتاد فيظل يعالجه بالفنتولين والكورتيزون وهو لا يعلم أن ما يواجه الان هو الربو القلبي وهو احتقان السوائل في الرئتين بسبب ضعف القلب وأعراضه تكون على شكل ضيقة نفس وصفير في الصدر وعلاجه بأدوية قلبية مثل المدرات والنيتروجلسرين وليس ببخاخات الفنتولين والكورتيزون الموسعة للقصبات الهوائية في الصدر.
التأثير المتبادل:
وبسبب التأثير المتبادل لكل من المرضين على الآخر يجب أن يكون هناك تواصل مستمر وتنسيق دائم بين طبيب الصدرية وطبيب القلب لما فيه مصلحة المريض ولا يقع المريض في شراك عدم التعاون بين تخصصي الصدرية والقلب: فطبيب الصدرية يقول مشكلتك عند طبيب القلب... وطبيب القلب يقول مشكلتك عند طبيب الصدرية ويقع المريض في حيرة من أمره ويظل يتردد بين هذا وذاك!! ولذلك هي مسؤولية الطبيبين بتنسيق المواقف بينهما ورفع المعاناة والحرج عن المريض.
الخلاصة:
أن مرض الربو وأمراض شرايين القلب يتأثر كل منهما بالآخر ويؤثر فيه ولابد للمريض أن يتابع بدقة مع الطبيب المتخصص لكل منهما ويفترض في الطبيبين المتخصصين في علاج كلا المرضين التنسيق التام والمباشر بينهما لما فيه مصلحة المريض.

اثناء ازمة الربو يرتفع النبض ويقل الاكسجين

الربو يؤثر على شرايين القلب ويتأثر بها

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق