Translate

الاثنين، 17 أغسطس 2015

تشوّه الإحليل السفلي

سارة قدوائي *
    يتكون القضيب عند الجنين ما بين الأسبوع التاسع والأسبوع الثاني عشر من خلقه، وقد يحدث لهذا العضو الرئيسي لدى الذكور خلل لدى تكوّنه مما يؤدي إلى أن يولد الطفل وفتحة القناة البولية لديه ليست في مكانها الصحيح، ويُسمى هذا التشوّه الخلقي ب (هيبوسبادياس) وعادة ما يكون هذا الخلل مترافقاً مع انحناء القضيب، وفي 8% من الحالات يكون لدى الطفل ارتفاع في الخصيتين.
تكون إمكانية حدوث هذا الخلل بنسبة 1 – 300 من المواليد الذكور، ولا يسبب هذا التشوه اضطرابات أو مشاكل في البول، ولكنه يؤدي إلى خلل في عملية إنزال البول بسبب انحناء القضيب وبأن الفتحة تكون إلى أسفل مما قد يسبب الكثير من الإحراج للطفل، وإذا لم تُجرَ العملية عند الصغر فإن انحناء القضيب وعدم وجود فتحة القناة البولية في مكانها قد يؤدي إلى صعوبة في عملية الإنجاب، فقد أوجد الله سبحانه وتعالى القضيب الذكري لسببين مهمين لدى الذكور، السبب الأول أنه يحتوي على القناة البولية التي تنقل البول من المثانة إلى الخارج والسبب الثاني أنه يحتوي على القناة التناسلية.
وهناك 4 أنواع من تشوهات الإحليل السفلي وتختلف بحسب مكان فتحة البول فإما تكون الفتحة في: الباطن السفلي للقضيب باتجاه القلفة، أو في أي مكان في باطن القضيب باتجاه الخصيتين، أو ما بين الخصيتين، أو في منطقة العجان.
ويتم علاج هذا التشوّه بإجراء عملية جراحية تجميلية للطفل هدفها استقامة القضيب وتحويل فتحة مجرى القناة البولية إلى رأس القضيب، ويُفضل إجراؤها للطفل ما بين عمر 6 – 18 شهراً، وعادة ما تتم هذه العملية على مراحل: تقويم القضيب وتحويل فتحة القناة البولية إلى رأس القضيب، إجراء فتحة في رأس القضيب، إجراء الختان أو تغطية القلفة، إقفال الفتحة غير الطبيعية، ويحتاج الطفل بعد إجراء هذه العملية إلى الراحة والاعتناء في المنزل، وهذه بعض التعليمات التي تساعد في منع المضاعفات التي قد تنتج من جراء العملية:
- بعد العملية سوف يكون هناك بعض الرضوض والتورّم واحتمال خروج القليل من الدم من مكان العملية وهذا شيء طبيعي وسوف يختفي بالتدريج، ويوضع قليل من الفازلين على الحفاظة عند المنطقة التي تلامس رأس القضيب ليقلل من الاحتكاك لمدة أسبوع تقريباً، وعند ملاحظة خروج الدم من الجرح يُفضل وضع الشاش وضغط خفيف مكان العملية لمدة 5 دقائق، وستذوب الغرز تلقائياً، ويُنصح بعمل مغاطس ماء فاترة وملح للطفل 3 مرات لمدة 15 دقيقة يومياً لفترة 7 – 10 أيام مما يساعد على تخفيف التورم وتعقيم الجرح.
وسيغادر الطفل المستشفى عندما يقرر الطبيب المعالج ذلك، وعند المغادرة سيكون هناك قسطرة للبول وذلك لتفادي ملامسة البول للجرح، وستبقى هذه القسطرة حوالي 7 – 10 أيام إلى حين الموعد القادم في المستشفى حيث سيتم إزالتها، كما يمكن إزالة هذه القسطرة في مكان إقامة العائلة، ويُفضل أن يكون هناك تنسيق مسبق مع الطبيب المعالج وأخذ تقرير طبي.
- وتساعد الحركة بعد أي عملية جراحية على تنشيط الدورة الدموية وعلى سرعة عملية الشفاء وتجنب المضاعفات، ويجب تشجيع الطفل على الحركة والمشي الخفيف حيث إن الحركة العنيفة مثل السباحة وركوب الدراجة يمكن أن يسبب مضاعفات، وتستمر هذه الاحتياطات لمدة 6 – 8 أسابيع أو عندما يسمح الطبيب المعالج بذلك.
- يُفضل مسح الجسم بالماء والصابون في ال 48 الساعة الأولى بعد العملية، ومن ثم لا مانع من الاستحمام بعد ذلك حيث ان الاستحمام اليومي يساعد على نظافة الجسم وتنشيط حركة الدورة الدموية.
ويحتاج الطفل إلى غذاء صحي ومتوازن بعد العملية خاصة أن الطفل قد يفقد شهيته بعد العملية، والبدء بإعطاء جرعات صغيرة من الماء عندما يسمح الطبيب بذلك ومن ثم العصيرات الخفيفة أو شوربات صافية وبعد ذلك أكل مهروس ثم أكل عادي، ومحاولة إعطاء وجبات صغيرة على فترات قصيرة حتى تعود الشهية للطفل.
- سيغادر الطفل المستشفى عندما يطمئن الطبيب على وضعه الصحي بعد العملية، وسوف تصرف له بعض العلاجات وسيتم تعليم الأم على الجرعات المطلوبة وكيفية استخدامها في المنزل، ويجب الاستمرار في إعطاء هذه العلاجات إلى أن يطلب الطبيب التوقف عن تناولها، وسيتم عمل موعد لزيارة الطبيب قبل مغادرة الطفل للمستشفى.
- قد تحدث بعض المشاكل والمضاعفات بنسبة لا تزيد عن 10% وغالباً ما تظهر في الأشهر الأولى بعد العملية، وقد يحتاج المريض أحياناً إلى إجراء عملية جراحية أخرى لحل هذه المشاكل ولكن ليس قبل مضي 6 شهور، مثل تكون ناسور أو فتحة بين مجرى البول أو الجلد، ظهور ندبة في مجرى البول أو فتحة البول، عدم التئام الجرح أو خروج بول من الفتحة القديمة، احتباس البول نتيجة انسداد أو التواء القسطرة، ونذكر أنها قد تحدث وأن نسبة حدوثها لا تزيد عن 10%.
- ويجب الحضور إلى الطوارئ عند حدوث ارتفاع في درجة حرارة الجسم أكثر من 38°م، التقيوء المستمر، آلام مبرحة لا تستجيب للمسكنات المصروفة، احمرار أو تورّم شديد مكان الجرح، نزيف شديد لا يتوقف مع استمرار الضغط، انحباس البول لأكثر من 6 ساعات.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق