Translate

الأحد، 23 أغسطس 2015

ارتفاع مستويات هرمون الحليب (البرولاكتين) بالدم يؤخر الإنجاب


    هرمون الحليب (أو البرولاكتين) هو هرمون مكون من سلاسل أحماض أمينية يتم إفرازه بالفص الأمامي للغدة النخامية بالدماغ ويرتبط دور الهرمون بعملية الإرضاع فهو يعمل كمحفز لإدرار الحليب من الغدد الثديية عند المرأة أثناء الحمل، في حين يبدأ مستوى الهرمون في الدم بالإنخفاض بعد الولادة إلا أن الإرضاع الطبيعي يساعد على بقاء مستويات هرمون الحليب مرتفعة بدرجة تساعد على إستمرارية تحفيز إدرار الحليب طيلة فترة الإرضاع، وتحدث هذه العملية تلقائياً لدى الحوامل وبصورة طبيعية، إذا متى يتحول ارتفاع مستوى هرمون الحليب في الدم إلى مشكلة تتوجب التدخل العلاجي.
وقال البروفيسور أيمن أبو النور، استشاري أمراض النساء الولادة بجامعة عين شمس، مصر، حول أعراض ارتفاع مستوى هرمون الحليب بالدم: عندما ترتفع مستويات هرمون حليب الدم لدى غير الحوامل بدرجة تزيد عن الحدود الطبيعية لسبب أو آخر فإن ذلك يؤدي إلى إنخفاض مستوى هرمون البروجستيرون الأنثوي في الجسم لاسيما بعد التبويض مما يسبب بدروه العديد من المشاكل التي يجب علاجها حتى تعود المريضة إلى حالتها الطبيعية. ولعل من أهم أعراض إرتفاع مستوى هرمون الحليب بالدم لدى السيدات: عدم القدرة أو تأخر الإنجاب، إضطراب أو إنقطاع الطمث (الدورة الشهرية) في غير سن اليأس، إفراز حليب من الثدي في غير وقت الحمل والإرضاع، إرتفاع هرمون الذكورة ونمو شعر بشكل غير طبيعي في أماكن متفرقة من الجسم، صعوبة وألم في الجماع، وحدوث نزيف مهبلي في غير أوقات الدورة الشهرية.
وعن أهم أسباب التي تؤدي إلى إرتفاع هرمون الحليب بالدم يقول بروفيسور أبوالنور أن حدوث خلل في الغدة النخامية نتيجة تكون أورام صغيرة في غالب الأحيان أو حتى كبيرة يعتبر أكثر الأسباب شيوعاً، وهناك أيضاً بعض الأسباب التي قد تؤدي إلى ذلك مثل: تناول بعض الأدوية مثل مضادات الاكتئاب التقليدية، ومضادات الذهان، وأدوية ضغط الدم الشائعة، تناول بعض الأعشاب والنباتات مثل نبات الحلبة وبذور الشمر، تناول أنواع معينة من الطعام، التوتر والإجهاد، قصور وكسل الغدة الدرقية، استثارة حلمة الثدي وارتداء السيدات صدريات ضيقة، كما إن إرتفاع هرمون الجليب في الدم غير مرتبط بعوامل وراثية أو عرقيه، إلا أن اكتشاف وتشخيص المرض يختلف من منطقة إلى أخرى ومن مكان لآخر حسب الإمكانات المتوفرة والقدرة على التشخيص المبكر الذي يجعل التعامل مع الحالة أكثر سهولة.
ويقول البروفيسور أبو النور ان ارتفاع مستوى هرمون الحليب يحد من كفاءة عمل المبايض لدى المرأة ويؤدي إلى انقطاع الدورة الشهرية وأحيانا مشاكل في العظام، وأن نسبة 30 – 40% من السيدات اللاتي يعانين مشاكل في الإنجاب لديهن إرتفاع في مستوى هرمون الحليب بالدم. كما أن20% من السيدات اللاتي يعانين عدم انتظام الدورة الشهرية و 78% ممن تنقطع لديهن الدورة الشهرية قبل سن اليأس يرتفع لديهن مستوى هرمون الحليب بالدم والذي يوجد أيضاً لدى 50% ممن يعانين نزيف مهبلي. ووجد أن 61% من حالات حدوث نزيف الرجم بدون أسباب عضوية ناتج عن زيادة مستوى هرمون الحليب بالدم. كما أكد أبوالنور أن ارتفاع مستوى هرمون الحليب بالدم لا يرتبط بسن معين أو مرجلة عمرية معينة دون الأخرى، فهو قد يصيب السيدات في كافة الأعمار لكن وجه الاختلاف يكمن في سهولة اكتشاف المرض وتشخيصه لدى السيدات الأصغر سناً، فعندما تشكو مريضة من إنقطاع او إضطراب الدورة الشهرية من عدم القدرة على الإنجاب قبل بلوغ سن اليأس يكون تشخيص المرض أسهل بكثير عنه في حالة مريضة تخطت سن إنقطاع الطمث وسن الإنجاب.
ارتفاع هرمون حليب الدم
لدى الرجال
ومن المثير للدهشة كما يقول البروفيسور أيمن أبوالنور أن مشكلة ارتفاع مستويات هرومون الحليب في الدم تطال بعض الرجال حيث وجد أن 90% من الرجال الذين يعانون العنة (عدم القدرة الجنسية) وقصور الغدد التناسلية ترتفع لديهم مستويات هرمون الحليب بالدم، ولعل من أكثر الأعراض شيوعا لارتفاع مستوى هرمون حليب الدم لدى الرجل هو ضعف الرغبة الجنسية، ضعف الانتصاب، العقم، والتثدي (أي كبر حجم الثديين)، ولأن الرجال ليس لديهم أي مؤشر يمكن الاعتماد عليه في احتمال الإصابة بارتفاع مستوى هرمون حليب الدم مثل الحيض عند النساء، فإن العديد من المصابين بالمرض من الرجال يتأخرون في مراجعة الطبيب إلى أن يبدأو في الشعوربالصداع أو حدوث مشاكل في النظر نتيجة تضخم الغدة النخامية وضغطها على العصب البصري الواقع بالقرب من الغدة النخامية، وقد لا يتنبه الرجال إلى حالة الفقدان التدريجي في القدرة أو الرغبة الجنسية إلا بعد العلاج.
وسائل التشخيص
يتم إجراء فحص بسيط بالرنين المغناطيسي للغدة النخامية للتأكد من تضخمها ووجود ورم بها، وبالرغم من أن معظم الأورام التي تصيب الغدة النخامية غالباً ما تكون أورام حميدة إلا تمدد الورم ونمو حجمه حتى وإن كان حميداً – كما يقول بروفيسور أبوالنور – يضغط على العصب البصري المتاخم له مسبباً ضعف الابصار، وفي هذه الحالة يجب البدء بالعلاج الدوائي فوراً للسيطرة على حجم الورم وبالتالي تحسن حالة الإبصار وبمتابعة العلاج يتقلص حجم الورم إلى أن يختفي وحتى إن لم يختفي وتطلب الأمر استمرار العلاج لمدة طويلة فلن تكون هناك مشكلة.
نصائح للمريضة والطبيب
واختتم بروفيسور أيمن أبوالنور حديثه بتوجيه النصح للسيدات بضرورة مراجعة الطبيب المختص بمجرد الشكوى أو عند ظهور أي من الأعراض ليتم تشخيص الحالة بالشكل الصحيح وتلقي العلاج السهل البسيط. وحث أبوالنور الأطباء بالبدء بإجراء الفحص الخاص بالكشف عن إرتفاع مستوى هرمون الحليب بالدم عند وجود شك في أي حالة لاسيما للمراجعات اللاتي يشتكين من تأخر الإجاب وعدم انتظام الدورة الشهرية لتجنب الحاجة لإجراء مزيد من الفحوصات الأكثر تقعيداً.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق