Translate

الجمعة، 13 نوفمبر 2015

حساسية الدواء

  د. أسماء الصالح
يعاني بعض الأشخاص من ردود أفعال تحسسية تجاه أدوية معينة. فما هي حساسية الدواء، ما أعراضها وكيف يمكن علاجها والتعايش مع هذه المشكلة؟
ماذا نعني بحساسية الأدوية؟
حساسية الأدوية أو Drug Allergyهي رد فعل تحسسي تجاه دواء ما. فعندما يدخل الدواء الجسم، يؤدي إلى حدوث استجابة أو رد فعل غير مرغوب فيه من قبل الجهاز المناعي الأمر الذي يؤدي إلى تكون أجسام مضادة معينة من نوع IgEوهي عبارة عن بروتينات تُفرز بواسطة الجهاز المناعي لمحاربة الدواء. وهي العملية التي يطلق عليها اسم sensitizationأو التحسيس. وعند تناول الدواء مرة أخرى، تبدأ أجسام IgEالمضادة في العمل، حيث تقوم بإفراز كمية كبيرة من الهيستامين في محولة لطرد الدواء خارج الجسم.
ما هي أعراض الإصابة بحساسية الدواء؟
يمكن أن تتراوح أعراض الحساسية من أعراض خفيفة ومزعجة لأعراض قد تهدد حياة المريض. وعلى الرغم من أن الكثير من الأدوية من الممكن أن تسبب عدم الشعور بالراحة أو الإزعاج مثل الأدوية التي تسبب اضطرابات المعدة، فإنه خلال رد الفعل التحسسي، يقوم الجسم بإفراز مادة كيميائية تُعرف باسم الهيستامين. ويمكن للهيستامين أن يتسبب في حدوث مجموعة متنوعة من الأعراض والتي تشمل: الشري، الطفح الجلدي، حكة في الجلد أو العين، احتقان وتورم في الفم والحلق. بينما أعراض ردود الفعل التحسسية الأكثر حدة تشمل صعوبة في التنفس، ازرقاق الجلد، الدوخة، الإغماء، وحدوث تغيرات في النبض.
ما نوعية الأدوية التي عادة ما تسبب الحساسية؟
السبب الأكثر شيوعاً للإصابة بحساسية الدواء هو البنسلين، والمضادات الحيوية الأخرى المماثلة للبنسلين. ومن الأدوية التي تسبب ردود فعل تحسسية لا تتضمن أجسام مضادة من نوع IgE؛ أدوية السلفا، الباربيتورات، مضادات الاختلاج، الإسبرين، المادة الصبغية المتباينة، وغيرها الكثير من العقاقير الأخرى.
كيف يتم تشخيص الإصابة بحساسية الدواء؟
يتم تشخيص حساسية الدواء من قبل الطبيب عن طريق استعراض دقيق للتاريخ الطبي للمريض والأعراض التي يعاني منها. إذا شك الطبيب في وجود حساسية ضد أحد المضادات الحيوية مثل البنسلين، يقوم الطبيب بعمل اختبار جلدي للتأكد من الإصابة بالحساسية. ومع ذلك، فإن الاختبار الجلدي ليس متاحاً لجميع الأدوية، وفي بعض الأحيان قد يكون خطيراً.
كيف يتم علاج حساسية الدواء؟
الشاغل الرئيسي عند علاج حساسية الدواء هو تخفيف الأعراض والحد منها. وتجدر الإشارة إلى أن الأعراض الشائعة مثل الشري، الطفح والحكة يمكن السيطرة عليها من خلال تناول مضادات الهيستامين وفي بعض الأحيان أدوية الكورتيكوستيرويد corticosteroid. فيما يتعلق بالسعال واحتقان الرئة يمكن أن يصف الطبيب أدوية موسعة للقصبات والشعب الهوائية. بالنسبة للحالات الأكثر خطورة (ردود الفعل التحسسية المهددة للحياة مثل صعوبة التنفس، أو فقدان الوعي)، يتم عادة حقن المريض بالأدرينالين.
أحياناً يتم استخدام الDesensitizationأو عملية إزالة التحسس لعلاج حساسية الدواء، خاصة عندما لا تكون اختبارات التحسس متاحة أو ممكنة. وقد تم تصميم هذه التقنية لكي تسمح للجسم بتحمل العوامل المسببة للحساسية بشكل مؤقت. فعلى سبيل المثال، أثناء عملية إزالة التحسس تجاه البنسلين، يتم في البداية حقن جرعات صغيرة من البنسلين، ثم تزيد الجرعات تدريجياً للوصول للجرعة الكاملة وذلك حتى يتعلم ويتعود الجهاز المناعي على كيفية تحمل هذا الدواء.
في حال كان المريض يعاني من حساسية شديدة لبعض أنواع المضادات الحيوية، ينبغي استخدام مضادات حيوية بديلة.
كيف يمكن التعايش مع حساسية الدواء؟
إذا كنت تعاني من حساسية تجاه أحد الأدوية، ينبغي عليك دائماً أن تخبر الطبيب قبل الخضوع لأي نوع من العلاج بما في ذلك العلاج والعناية بالأسنان. من الأفكار الجيدة أيضاً، ارتداء سوار أو قلادة أو أن تحمل بطاقة توضح إصابتك بالحساسية تجاه هذا الدواء أو ذاك. ففي حالات الطواريء، يمكن لهذا التوضيح أن ينقذ حياتك.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق