Translate

الجمعة، 17 أبريل 2015

مع قرب موسم الصيف.. لنبدأ في زيادة تناول السوائل!

درجة حرارة الجو العالية تسرع في تلف الغذاء وبالذات المطبوخ

السمك المطبوخ يفسد بسرعة فالواجب تبريده ثم تجميده
د. عبدالعزيز بن محمد العثمان
    يدخل فصل الصيف بمشيئة الله هذا العام في الاسبوع الأول لشهر رمضان المبارك، ونعيش هذه الأيام تقلبات جوية متوقعة في مثل هذا الوقت من العام. قد يظن البعض أن تلك التقلبات الجوية تضر الإنسان لما تحمله من غبار وأتربة وحرارة شمس ومطر أحياناً، والحقيقة أن في تلك التقلبات كثيرة ليس المجال الآن للتفصيل فيها، ولكنها في المجمل تمرين للجهاز المناعي ليكون مستعداً لما بعدها من أيام شديدة الحرارة أو كثيفة الغبار، والواجب على كل منا أن يحذر التعرض لتلك التقلبات أو يتساهل في التعامل معها بالذات لكبار السن والأطفال والمصابين بالأمراض المزمنة. تناوب فصول السنة نعمة عظيمة فلا يتصور أن نعيش في حر دائم أو شتاء قارس، هذا التناوب سنة من سنن الحياة التي نود أن نتأمله جيداً ونفكر فيه بشكل أكثر عمقاً، فلو فكرنا في حياتنا اليومية فإنه من المستحيل أن نعيش على وتيرة واحدة ونعمل نفس الشيء طوال العمر، لهذا وجد باحثون غربيون أن الجسم في حاجة لفترات قصيرة للراحة اليومية ولكن ليس بالنوم أو الجلوس بل بعمل مختلف تماماً عن ما نعمله وذلك لعدة مرات في اليوم، وقد اشترطت دراسة المجموعة أنه لكي تتحقق الراحة التامة للجسم والعقل وتقليل الضغوط النفسية لا بد من أن ينسى الشخص عمله المعتاد وينصرف كلية لهذا العمل لعدة دقائق، فبهذا يعيد الجسم توزانه ويستريح دون الحاجة للاسترخاء أو النوم. وقد درس أحد الزملاء هذه الفكرة ووجد أن الله قد جعل في الصلوات الخمس فائدة لعقولنا وأجسامنا إضافة لفوائدها الأخرى. فهو سؤال يحتاج أن نفكر فيه، هل ننصرف بكليتنا للصلاة عندما نصلي؟ يجيب هذا التساؤل من ضمن إجاباته كيف لا نستفيد من الصلاة لو لم يوزعها الله بحكمته على اليوم بهذا الشكل وبتلك الدقة؟ وتأتي حكم أخرى في التغيير الموسمي للطعام والشراب فالغذاء الذي نفضله في الشتاء لا نرغبه في الصيف والعكس، والأمر ليس متعلقاً بالرغبة الشخصية لهذا الطعام أو ذاك بل هنا برمجة داخلية مرتبطة باحتياجات رئيسية للعناصر الغذائية للجسم في كل موسم، تلك البرمجة تحكمها هرمونات وإنزيمات معينة تجعل النفس تقبل على غذاء معين في وقت معين.
الغذاء والصيف
درجة حرارة الجو العالية تسرع في تلف الغذاء بالذات الغذاء المطبوخ، ومع ارتفاع الحرارة تزداد حوادث التسمم الغذائي فبعضها يكتشف وبعضها تمضي دون أن يعلم عنها أحد فيظل الشخص الذي تناول ذلك الغذاء في معاناة وآلام ومغص وإسهال واستفراغ أكرمكم الله، وبعد عدة أيام يشفى بإذن الله دون أن يتساءل عن سبب ذلك المغص.
ويكثر التسمم الغذائي هذه الأيام لاعتقادنا أن الجو مازال بارداً، ولكن الواقع أن ارتفاع الحرارة حوالي عشر درجات أكثر من الشتاء يكفي لنمو الميكروبات وتكاثرها ولهذا يجب الحرص على حفظ الأغذية بشكل مناسب سواء في الثلاجة أو المجمد (الفريزر).
التسمم الغذائي يكون على مستويات فبعض التسممات تكون بسيطة ومن نوع بكتيري أقل من الأنواع الممرضة شديدة التسميم، فإذا تعرض شخص لهذا النوع من التسمم فإنه ينجو منه بأقل الأضرار.
إن العقاب الذي يطبق على المطاعم والمحلات المتسببة في التسمم الغذائي غير رادع وغير عادل لمن أصيب بالتسمم، والذي تعرض لحالة تسمم بالذات إن كانوا مجموعة أو أسرة سيتفق معي بلا شك.
وهناك نصائح توعوية عامة يمكن تقلص حدوث التسمم أو تمنعه تماماً إذا طبقت جيداً. عند تناول أغذية من المطاعم ولم يكن المطعم معروفاً تماماً فلا يفضل تناول السلطات أو المأكولات الباردة لأن بعض المطاعم يعدونها في وقت مبكر وتتعرض للتغيرات التي قد لا تكون واضحة ولكن ربما تكون بيئة مناسبة لنمو الميكروبات الممرضة.
مع ارتفاع درجة الحرارة نحتاج مزيداً من العناية للتعامل مع الأغذية في المنزل وترتيبها في الثلاجة بعدم إزحام الثلاجة بالأغذية التي تعيق دورة الهواء البارد فتفسد الأغذية لعدم وصول البرودة إليها، أيضاً يراعى ترتيب الأغذية بوضعها في المكان المناسب فالفواكه والخضار توضع في أسفل الثلاجة بعد إخراجها من أكياس البلاستيك لأن عدم وصول الهواء إليها يجعلها تفسد حتى لو كانت باردة، وإبعادها عن المجمد (الفريزر) يقلل اسودادها لأنها تتأثر بسرعة بالبرودة وقد تفقد بعض فوائدها.
مهم جداً عدم وضع الأغذية الساخنة في الثلاجة إلا بعد أن تبرد وعدم وضع كميات كبيرة دفعة واحدة ومراعاة أن تكون المواد الغذائية في حافظات صغيرة لتصل إليها البرودة بسرعة.
الأغذية التي يعاد تسخينها لا بد من التأكد من صلاحيتها بعدم تغير رائحتها وشكلها مع مراعاة أن السمك والبيض المطبوخ واللحوم تفسد بسرعة فالواجب تبريدها ثم تجميدها.
تتأكد تلك الاحتياطات عند السفر، فالجسم يتأثر بتغير الزمان والمكان وبعض الناس يتأثر الجهاز المناعي لديهم بسرعة من ذلك التغيير، فقد تظهر عليه بعض العلامات المرضية البسيطة بالذات الرقيقين حسياً وسريعي التقلبات النفسية وكبار السن والأطفال. لهؤلاء ننصح بعدم تغيير طريقة ونوع الغذاء على الأقل في الأيام الأولى وبعدها يمكن التغيير لأنهم لا يستطيعون التعامل بشكل كافٍ مع التغييرات الكثيرة فيحدث لهم نوع من المغص أو الاسهال أو الإمساك لكنه ما يلبث أن يزول بعد يوم أو يومين.

آلام البطن أبرز أعراض التسمم

وكذلك البيض

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق