Translate

الأحد، 23 أغسطس 2015

ضغط الدم المرتفع وأمراض شرايين القلب

لفظ ضغط الدم يقصد به الضغط المبذول على جدران الأوعية الدموية والشرايين التي تنقل الدم من القلب إلى باقي أجزاء الجسم، ويبلغ معدل الضغط الطبيعي للبالغين 120/80 مليمتر زئبقي (وحدة قياس الضغط) وتمثل 120 مقدار الضغط الانقباضي أي عند انقباض عضلة القلب (الرقم الذي في الأعلى) وتمثل 80 مقدار الضغط الانبساطي أي عند انبساط عضلة القلب (الرقم الذي في الأسفل).
ويعد ارتفاع ضغط الدم المزمن من أهم العوامل المؤدية للإصابة بأمراض القلب حيث انه يسبب الإجهاد للدورة الدموية وعضلة القلب ويعتبر أحد الأسباب الرئيسية المسببة للسكتة الدماغية، وهناك العديد من العوامل التي تؤدي إلى الإصابة بارتفاع ضغط الدم المزمن منها ما نستطيع أن نتحكم به ومنها ما هو خارج عن سيطرتنا، وللعلم فقط فإن أكثر من 20% من الشعب السعودي مصاب بارتفاع ضغط الدم ومن المتوقع أن تزداد هذه النسبة بشكل ملحوظ إذا لم تتم السيطرة على هذا المرض، وضغط الدم المرتفع هو ارتفاع مزمن لضغط الدم فوق المعدل الطبيعي أكثر من 130/90 مليمتر زئبقي.
وكلما زاد العمر كلما زادت احتمالية الإصابة بارتفاع ضغط الدم الشرياني، وهناك العديد من العوامل الأخرى التي تؤدي إلى ارتفاعه كالوراثة، الغذاء وخاصة الإكثار من استخدام الملح في الطعام، مرض السكري، السمنة، وقلة ممارسة الرياضة (الحياة الخاملة)، ويمكن قياس ضغط الدم بطريقة بسيطة جداً وغير مؤلمة باستخدام جهاز قياس الضغط اليدوي أو الإلكتروني، فإذا كانت القراءات أكثر من المعدل الطبيعي يتم إعادة الفحص من 3 إلى 4 مرات للتأكد من صحة النتائج.
ويُسمى ضغط الدم الشرياني المرتفع بالقاتل الصامت لأنه لا أعراض له في أغلب الأحيان ويتم اكتشافه أثناء الفحص الدوري أو أثناء إجراء المريض لفحوصات أخرى، وقد يشعر بعض المرضى بأعراض بسيطة مثل: صداع ودوخة، خفقان في القلب، تعب عام، نزيف من الأنف، ظهور دم بالبول، وجود غشاوة في الرؤية.
ويعد الاكتشاف والعلاج المبكر حتى في غياب الأعراض من أول الوسائل للحد من انتشار ضغط الدم المرتفع ومضاعفاته، يلي ذلك الحرص على استمرار تناول العلاج حتى إذا غابت الأعراض، وتناول غذاء صحي متوازن مع خفض الاستهلاك اليومي لملح الطعام، والمحافظة على الوزن المناسب في جميع مراحل العمر، وممارسة الرياضة البدنية بصفة مستمرة، ورفع الوعي الصحي لأفراد المجتمع من خلال نشر مفهوم أسلوب الحياة الصحي وأهمية الفحص الدوري.
وقد أشارت عدة بحوث أُجريت على مجموعة من الأولاد في بعض مدارس مدينة الرياض إلى أن 4% – 11% منهم لديه مستويات مرتفعة من ضغط الدم الشرياني، إذ الأطفال عرضة للإصابة بهذا المرض.
وكذلك من الوقاية أن تلتزم ببعض النصائح الغذائية مثل: تناول التمر بطريقة معتدلة فهو غذاء فقير بملح الصوديوم وغني بأملاح البوتاسيوم والمغنيسيوم اللذين يساعدان على خفض ضغط الدم المرتفع، مع العلم بأن التمرة الواحدة تحتوي على نسبة عالية من السعرات الحرارية لذلك فإن على مرضى السكري مراجعة أخصائي التغذية.
وتشير الدراسات العلمية إلى أن استخدام البوتاسيوم في الغذاء يخفض من ضغط الدم المرتفع، ولا ينصح باستخدام أقراص البوتاسيوم أو أملاح البوتاسيوم في الطعام مباشرةً، ولكن المطلوب زيادة مقدار البوتاسيوم في الطعام عن طريق أكل الأطعمة التي تحتوي على البوتاسيوم مثل الأسماك والخضروات وبعض الفواكه.
إن الالتزام بتعليمات أخصائي التغذية مع المحافظة على أداء التمارين الرياضية بانتظام يؤدي إلى أفضل النتائج في إنقاص الوزن وبالتالي التحكم بضغط الدم بإذن الله.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق