Translate

الأربعاء، 14 أكتوبر 2015

المسنون.. التواكل في رعايتهم والإحسان إليهم يزيد من معاناتهم الصحية!

مرضى القلب بحاجة ماسة إلى متابعة دقيقة لأدويتهم وزياراتهم الطبية

المسنون.. التواكل في رعايتهم والإحسان إليهم يزيد من معاناتهم الصحية!


من بر الوالدين الاهتمام بصحتهما عند الكبر
    رأيت حديثا عدة حالات لكبار في السن تدهور حالاتهم بسبب عدم رعاية من حولهم بهم الرعاية الكاملة وسأضرب مثلا:
مزنه عمرها 60 سنه وشخصيتها قوية وانفعاليه ضغطها دوما في 180 على 100 ولديها ادوية ضغط ويقول أبناؤها انها تأخذ الدواء وعند فحص المريض ومراجعة ادويتها اتضح ان حبوب الضغط الموجودة في كيس الأدوية لم تمس ولم يؤخذ منها شيء!! وكانت تأخذ فقط من مسكنات الألم مثل الباراسيتامول (البنادول) عند حدوث الصداع بسبب الضغط.. وكانت صدمة أبناؤها وبناتها كبيره عند معرفتهم بعدم أخذها لدواء الضغط على الرغم من سؤالهم لها يوميا وافادتها انها اخذت الدواء.
كبر السن هي مرحله من مراحل العمر على خلاف متى بدايتها هل هي عند الستين او الخامسة والستين وان كان اغلب دول العالم ومنظمة الصحة العالمية تعتبرها بعد الستين سنه. وهي مرحله لها خصائصها الجسمية والنفسية الخاصة بها التي تختلف تماما عن سابقتها من المراحل (الطفولة المراهقة الشباب متوسط العمر والكهولة) ومن الخطأ التعامل مع الشخص بنفس الطريق التي كان يعامل بها في المراحل السابقة.
هناك حقوق لكبير السن نفسيه واجتماعيه وطبيه على افراد اسرته وعلى مجتمعه من حوله وهي موجودة في أغلب دول العالم والشرائع السماوية ولكننا هنا سنعرض لما يخص مريض القلب كبير السن من ناحية حقوقه الطبيه على اسرته ومن حوله.
أولا: كبير السن عرضه للنسيان وضعف الذاكرة –حتى وان لم يظهر ذلك- والاكتئاب واضطراب النوم وعدم الرغبة في اخذ الدواء وعدم الرغبة في زيارة الطبيب.. بل وبعضهم يحاول ان ينتهي من حياته المريرة بعدم تناوله الأدوية!!.. ولذلك لابد ان يكون هناك شخص مسؤول عن متابعة حالته الصحيه ومراقبتها من افراد المنزل ويكون لديه التزام بذلك فهو يشرف على توفير ادويته والمراجعة معه للمستشفيات وقياس الضغط والسكر والتأكد من تناول ادويته وملاحظة أي اعراض نفسيه جديده عليه ومراقبة نومه واستيقاظه وسماع شكواه من النوم او البول او من حكه في الجلد وايصاله للعائلة وللطبيب. وسواء كان هذا الفرد من افراد الأسرة او عامله منزليه او ممرضه.. المهم ان يكون هناك شخص بذاته مسؤول امام العائلة والطبيب عن ذلك.. ومن أسوأ الأمثلة التي رأيت ان يتواكل افراد الأسرة على بعضهم في رعاية كبيرهم الصحيه فتضيع صحته بينهم فمحمد اعتمد على اخته وفاء.. ووفاء انشغلت في وظيفتها واعتمدت على اخيهم الصغير ناصر.. وناصر أضاع الجمل بما حمل.. وهذا واقع محزن نراه للأسف كثيرا في عيادة القلب ولتفادي ذلك يجب ان يكون هناك شخص مسؤول مسؤوليه تامه عن صحة كبير السن وان لم تستطع الأسرة ذلك او ظروفها لا تسمح فهناك دور أوجدتها الدولة لرعاية كبار المسنين يتم تخصيص ممرض يقوم بالمهام أعلاه كاملة.
ثانيا: ان يتأكد من حول المريض ان كمية الدواء كافيه وموضوعه في علب خاصه للأدوية وتتأكد ان اخذت الدواء واعطيته بيدك وتناوله امامك.. ولا تعتمد ان مازال يستطيع ان يقوم بذلك بنفسه.. فذلك فيه جهل لظروف هذه المرحلة النفسية والاجتماعية وقد رأيت احد المرضى يأخذ علاجاته ويرميها تحت الوسادة التي ينام عليها وعندما يسأله ابناءه يقول نعم أخذت العلاج ويحلف لهم بالله انه أخذ العلاج وهو صادق انه اخذ ولم يبتلعه.
ثالثا: لابد من متابعة ضغطه وسكره ووضعهما في جدول خاص به يضاف مع ملفه الصحي من ادويه وزيارات وحساسيه وتقارير.. فمن أسوأ الأخطاء التي تقع فيها بعض افراد العوائل ان يراقب السكر ويترك مراقبة الضغط الذي هو بلا شك اهم منه نسبيا.. ويأخذ هذه القراءات ويناقشها مع طبيبه المعالج.
رابعا: ان يذهب معه نفس الشخص لمراجعة الطبيب.. ففي كل مره عند زيارة الطبيب يضع خطه علاجيه وينقشها مع ذلك الشخص المرافق ويريد ان يسمع من ذلك الشخص في المرة القادمة ماذا حصل؟ وكيف تم تنفيذ الخطة العلاجية؟ وماهي ردة فعل المريض.. ويعطيها تعديلات جديده على الخطة العلاجية لمراجعة نتائجها المرة القادمة.. ولذلك من أسوأ اللحظات التي يمر بها الطبيب ان يأتي مع المريض شخص جديد لا يدري شيئا عن صحة المريض ولاعلاجاته!!
ناصر انشغل وأعطى المهمه لصالح وصالح انشغل وأعطى المهمة لأختهم الصغيرة هيفاء.. وهي لا تدري شيئا عن المريض وانما مجرد ترافقه في المستشفى!! ولذلك كبار السن هم وصية الله سبحانه وتعالى ومن الاحسان اليهما ان تجيد في متابعة صحتهم وتراقبها كأنها صحتك!! ولا تتركها مع سائق العائلة او أحد العمال لديك في المؤسسة.او بواب العمارة.. الخ، وان لم تستطع فاترك رعايتهم الصحيه لدور رعاية المسنين التي توفرها جميع الدول اعترافا بوجود مثل هذه الحالات والظواهر.
والخلاصة: كلكم رع وكلكم مسؤول عن رعيته وأولى الحالات بالاهتمام والإحسان في ذلك هم وصية الله لك (ووصينا الانسان بوالديه احسانا). وان لم تستطع لأي سبب فلا تهمل في رعايتهم واجعل رعايتهم على دور كبار المسنين التي وفرتها الدولة جزاها الله خيرا.. فهذا أخف ضررا من اهمال رعايتهم ومضرتهم بذلك الإهمال.

مريض القلب كبير السن يحتاج لرعاية صحية ومتابعة يومية

يجب أن يكون أحد أفراد الأسرة مسؤولا عن تنظيم علاجات مريض القلب كبير السن

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق