Translate

السبت، 13 فبراير 2016

الارتجاع المثاني الحالبي لدى الأطفال

الارتجاع المثاني الحالبي لدى الأطفال

صورة توضح أعضاء الجهاز البولي
    الحالة الطبيعية للبول هي أن يتجه عند خروجه للمثانة لكي يتم تفريغه بشكل كامل بحيث لا يتبقى في الحالبين والمثانة أي كمية من البول، لكن في حالة الارتجاع المثاني الحالبي فإن البول يرتد من المثانة إلى الحالبين ومن ثم يرتد من الحالبين إلى الكليتين، ولو كانت كمية البول المرتدة بسيطة أو كثيرة، وهذا هو ما يسمى بالارتداد البولي الحالبي أو الارتجاع الحالبي كما يسمى الارتجاع البولي الحالبي المثاني.
وهو الأمر الذي مع مرور الوقت من الممكن أن يسبب مشاكل صحية في المسالك البولية وتتفاقم هذه المشاكل تدريجيا إلى الأسوأ، وتختلف درجة الارتداد المثاني الحالبي ما بين الارتداد المثاني الحالبي من الدرجة المنخفضة وبين الارتداد المثاني الحالبي من الدرجة القصوى، مع ملاحظة أن الارتداد المثاني الحالبي عندما يكون في درجته المنخفضة فإنه تزداد حالته تصاعديا حتى تصل إلى درجة ارتداد مثاني حالبي بالدرجة القصوى.
وقد يكون لدى الارتداد المثاني الحالبي ارتباط مباشر بالتهابات المسالك البولية بدرجاتها المتنوعة، واستسقاء الكلى أو الحالب (الاستسقاء يعني تجمع للسوائل)، وفي بعض الحالات قد يكون له ارتباط مباشر أو غير مباشر مع تطور الكلى ونموها، وقد أوضحت العديد من الدراسات المقامة على مجموعة كبيره من المرضى أن نسبة ظهوره لدى الأطفال لا تتعدى 1% لمن لديهم ارتداد حالبي مثاني فقط، وإن أخذنا بعين الاعتبارالأطفال الذين لديهم التهابات في المسالك البولية قد تصل هذه النسبة البسيطة إلى 30-50 % من هذه المجموعة.
ظهور الارتداد المثاني الحالبي يتواجد حيثما وجدت الكلية المتضررة، وضرر الكلية ينقسم إلى قسمين منها:
وهو يحدث ما قبل الولادة ويكون على شكل عدم اكتمال للكليتين، وهو ضرر واضح وهو نوع غير قابل للعلاج.
أو يكون بعد الولادة وذلك نتيجة لالتهابات المسالك البولية، وذلك لما لدى تضرر الكليتين والالتهابات في المسالك البولية من ارتباط مباشر.
إن الهدف الرئيسي لطبيب المسالك البولية والذي يقوم بتشخيص هذا المرض الشائع فإن عليه أن يقيّم المخاطر والإضرار المصاحبة للارتداد المثاني الحالبي، التي من شأنها أن تؤدي لتلف الكليتين بعد الولادة وعند مرور فترة من الزمن، وكل كشف طبي وخطة علاجية تتمحور حول تفادي ذلك الضرر المصاحب له بالطريقة العلاجية الأمثل لكل مريض، هناك جزءان رئيسان للارتداد الحالبي المثاني ويعدان هما المسبب الرئيسي للارتداد المثاني الحالبي:
الأول وهو الارتداد المثاني الحالبي الرئيسي: ويكون بسبب تشوه خلقي في الحالبين مما يؤدي لتعارض بين الوظائف البولية الأساسية.
والثاني هو الارتداد المثاني الحالبي الثانوي: ويكون في حالات مختلفة مما قد يؤثر على وظيفة المثانة أو يسبب تشوها خلقيا بها، ومن المشاكل التي قد تحدث بسببها على سبيل المثال: الأمراض المصاحبة لصمامات الإحليل، عدم التكون الكامل، أو التشوه في المثانة، حالات الصلب المشقوق، وضعف المثانة.
ويجب اكتشاف الارتداد البولي الحالبي في مرحلة الطفولة وخاصة في تلك الحالات التي تستدعي التدخل المباشر قبل تفاقم الحالة على سبيل المثال: استسقاء الكلى والحالبين (وهو الجزء المتواجد أعلى الجهاز البولي)، وقد أثبتت الدراسات الطبية أن 17 - 37% من الحالات لدى الأطفال المصابين بالاستسقاء في منطقة الحالبين والكلى مصابون بالارتداد البولي الحالبي.
بعد مرحلة الطفولة تبقى هذه الحالة من الأعراض المصاحبة للالتهاب البولي، مما يستدعى الكشف الطبي في العيادة، وذلك لكي يتم تحديد التشخيص المناسب، وفي مرحلة ما بعد الولادة مباشرة قد يصاحبه حمى، تهيج أو صعوبة في كسب الوزن، وذلك من الجانب الوظيفي لطريقة عمل المثانة فإنها تتداخل بطريقة عمل جماعية مع الحالب لكي لا يحدث الارتداد البولي المثاني الحالبي فعندما تفرّغ المثانة من البول فإنه من الطبيعي أن تنغلق فتحتا الحالبين لكي لا يحدث ارتداد بولي، ولكن في حالة الارتداد المثاني الحالبي فإن الارتداد يكون بشكل عرضي.
في الكثير من الحالات يكون الارتداد البولي المثاني الحالبي فترة انتقالية ومن الممكن زوالها مع تدخل عدة عوامل طبيعية منها: العلاج الطبي، وذلك يكون بتدريب الطفل على الذهاب إلى دورة المياه لإفراغ المثانة من 8 - 7 مرات في اليوم والليلة، بحيث يقوم بذلك بدون مساعدة ومن تلقاء نفسه فيما بعد.
إعطاء الطفل كمية كافية من السوائل، وكذلك الأطعمة الغنية بالألياف والفواكه، مما يساعد على تجنب الاصابة بالإمساك، حيث إن مشكلة الإمساك منتشرة بشكل كبير جدا بين الأطفال، ومن المعلوم طبياً أنه من أحد مسببات التهابات البول واستمرار الارتجاع.
إعطاء الطفل المضاد الحيوي الوقائي الذي يصرف تحت إشراف طبيب مختص في المسالك البولية ويمكن إعطاؤه لفترة طويلة وذلك لزيادة السعة الاستيعابية للمثانة ومقدار نمو المثانة.
*قسم المسالك البولية - أطفال.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق