Translate

السبت، 4 يوليو 2015

أشعة الشمس.. التعرض المفرط لها قد يسبب سرطان الجلد والشيخوخة المبكرة!

يجب مراجعة الطبيب عند وجود تغيرات أو قروح طال شفاؤها

الواقي الشمسي مهم للحماية من الأشعة
إعداد: د.عبد العزيز بن ناصر السدحان استشاري طب الأمراض الجلدية وجراحة الجلد والعلاج بالليزر
    الوقاية من الشمس ضرورة لا تقتصر على فصل من فصول السنة دون سواه. مع حلول فصل الصيف تزداد الرحلات والنزهات والخروج إلى الشاطئ وحمامات السباحة وبالتالي الإصابة بحروق الشمس. كما ينصح العاملون في الحقول أو الهواء الطلق بأخذ الاحتياطات اللازمة للوقاية من الشمس.
أصبحت الحاجة للوقاية من الشمس ضرورة ملحة على مدى السنوات ال 30 الماضية، حيث تظهر الدراسات أن التعرض المفرط لأشعة الشمس يمكن أن يسبب سرطان الجلد والشيخوخة المبكرة للجلد. ويمكن أيضا أن يؤذي العين، ويضعف الجهاز المناعي، ويصيب الجلد بالتصبغات والبقع والتجاعيد ويجعله رقيقاً.
تحدث حروق الشمس بفعل أشعة الشمس الضارة التي تخترق الجسم وتحديداً الأشعة فوق البنفسجية غير المرئية UV. وتصل إلى أجسامنا على شكلين: أشعة ذات موجات طويلة UVA وأشعة ذات أطوال موجية قصيرة UVB. تصل الأشعة القصيرة إلى الجلد فتسبب حروقاً على سطح الجلد، بينما تشكل الأشعة الطويلة UVA خطراً أكبر لقدرتها على اختراق الجلد الأمر الذي يؤدي إلى تلف الأنسجة في الطبقات العميقة من الجلد.
يتغير لون البشرة إلى الأسمر بفعل التعرض لأشعة الشمس وهو ما يطلق عليه بالانجليزية تان Tanning . وهو في الواقع علامة لاستجابة الجلد لتأثيرات الأشعة فوق البنفسجية وأضرارها. حيث يبدأ الجلد بانتاج المزيد من الصبغ الذي يوفر بعض الحماية - دون الحدّ الكافي- ضدّ الإصابة بحروق الشمس. وهكذا يمكن القول بأن التان هو صورة لجلد متضرر.
بغض النظر عن ما يحمله كل فرد من لون البشرة، نحن جميعا ضحايا محتملون للإصابة بحروق الشمس والآثار الضارة الأخرى نتيجة التعرض المفرط للأشعة فوق البنفسجية. على الرغم من أن الجميع بحاجة إلى اتخاذ الاحتياطات اللازمة للحماية من الشمس، إلا أن العوامل التالية تستدعي بالضرورة توخي الحذر من الشمس بشكل خاص:
-الجلد الشاحب
-الشعر الأشقر أو الأحمر أو البني الفاتح
- تاريخ ماض في الإصابة بسرطان الجلد
- إصابة أحد أفراد العائلة بسرطان الجلد
وفي حالة تناول أدوية لسبب ما ينصح باستشارة الطبيب عن ضرورة الاحتياطات الواجب اتخاذها تجاه الشمس لأن بعض الأدوية قد تزيد من الحساسية لأشعة الشمس.
ويمكن لمستحضرات التجميل التي تحتوي على أحماض ألفا هيدروكسي alpha hydroxy acids أن تزيد من حساسية الشمس ونسبة التعرض لحروق الشمس.
- التقليل من ساعات التعرض لأشعة الشمس
ينصح بتجنب الشمس تحديداً عندما تكون أشعة الشمس في ذروتها وهي الفترة من الساعة 10 صباحاً حتى الساعة 4 مساء. وحتى في يوم ملبد بالغيوم يمكن أن تخترق أشعة الشمس فوق البنفسجية الغيوم وتصل بنسبة 80%. والأفضل البقاء في الظل قدر الإمكان خلال ساعات النهار.
الوقاية بارتداء الملابس
تساعد الملابس في حماية الجسم من أشعة الشمس
إذا كنت تخطط لقضاء الوقت في الهواء الطلق في يوم مشمس فاحرص على تغطية أكبر قدر من الجسم مثل ارتداء قبعة واسعة وأكمام طويلة وبنطال طويل، وهناك ملابس خاصة ضد الشمس متوفرة في الأسواق. ولا تهمل استخدام المظلة.
الحرص على استخدام واقي الشمس
كن جاداً في استخدام واقي الشمس وابحث عما تتوفر فيه العناصر التالية:
- أن يكون عامل الحماية من الشمس SPF مرتفعا. ويشير عامل الحماية إلى نسبة الوقاية من حروق الشمس. وكلما زاد العدد كانت الحماية أفضل على اعتبار أن أقل حماية ممكنه لا تقل عن SPF 30.
- حماية واسعة الطيف – وتشير إلى الحماية من نوعي الأشعة فوق البنفسجية UVA و UVB.
- مقاوم للماء – أي أن واقي الشمس يبقى على الجلد لفترة أطول، ولا يزول عند تعرض الجلد للماء والرطوبة. وهكذا لا تحتاج لإعادة وضعه بعد وصول الماء للجلد وإنما حسب التعليمات المرفقة مع المنتج.
نصائح لوضع واقي الشمس:
- ضع الكمية الموصى بها من واقي الشمس بالتساوي على المناطق المكشوفة خاصة الشفتين والأنف والأذنين والرقبة واليدين، والقدمين.
- تحقق من التعليمات المرفقة على العبوة من المدة المطلوبة لوضع الواقي قبل الخروج.
- إذا لم يتم ذكر المدة فيمكنك وضعه قبل الخروج بمدة 15-30 دقيقة.
- تحقق من المدة اللازمة لتجديد وضع الواقي، عادة كل ساعتين.
- توفير المزيد من الاحتياطات الوقائية من الشمس للأطفال والرضع، والحرص على استشارة الطبيب قبل استخدام الواقي للأطفال دون سن 6 أشهر.
- الاهتمام بوضع واقي الشمس للأطفال فوق عمر السادسة كلما هموا بالخروج.
حماية العيون وعدم إهمالها
ضوء الشمس المنعكس عن الثلج والرمل والماء يزيد من نسبة التعرض للأشعة فوق البنفسجية، وبالتالي زيادة خطر الإصابة بمشاكل العين مثل إعتام عدسة العين (الماء الأبيض). تساعد النظارات الشمسية المناسبة في حماية عينيك.
إن قضاء ساعات طويلة على الشاطئ أو في الثلج بدون الحماية الكافية للعين يمكن أن يسبب حالة مرضية على المدى القصير تعرف باسم photokeratitis، أو إصابة القرنية بحروق الشمس المنعكسه عليها. وهي حالة مؤلمة - معروفة أيضا باسم "عمى الثلج" - يمكن أن تسبب فقدانا موقتا للرؤية.
- عند شراء النظارات الشمسية، ابحث عن النوعية التي توفر على وجه التحديد حماية للأشعة فوق البنفسجية بنسبة 99٪ -100٪. لأنها تضمن الوقاية من نوعي الأشعة فوق البنفسجية الضارة.
- يجب أن تكون النظارة الشمسية مصممة فعليا للحماية من أشعة الشمس الضارة. تجنب النظارات الداكنة أو الملونة لغرض الازياء والاكسسوارات التي يمكن أن توفر حماية ضئيلة أو معدومة من الأشعة فوق البنفسجية أو الضوء المرئي.
- لا تفترض الحصول على حماية أفضل من خلال النظارات الأغلى ثمناً أو العدسات الداكنة جداً.
- تأكد من أن نظارتك الشمسية لا تغير حقيقة الألوان من حولك أو تعيق التعرف على إضاءات إشارات المرور.
- يمكنك طلب المساعدة من أخصائي البصريات لفحص نظارتك والتأكد مما توفره من مستوى الحماية ضد الأشعة فوق البنفسجية.
- العدسات اللاصقة المزودة بحماية ضد الشمس لا تغني عن استخدام النظارات الشمسية.
- باعتبار أن الضوء لا يزال يصل إلى العين من جانبي النظارة الشمسية، فإن تصاميم النظارات الشمسية المنحنية من الجانبين تزيد من نسبة التغطية والحماية.
- يجب ارتداء نظارات شمسية حقيقية للأطفال وليس نظارات اللعبة للحصول على حماية حقيقية من الأشعة فوق البنفسجية. وعدسات البولي كاربونيت Polycarbonate هي الأكثر مقاومة للكسر من غيرها.
منتجات المصابيح الشمسية
تصدر المصابيح الشمسية أشعة فوق بنفسجية تشبه تلك المنبعثة من الشمس أو تكون أقوى منها. وبالتالي فإن التعرض لأشعتها يمكن أن يؤدي للإصابة بسرطان الجلد. يرى بعض الخبراء أن التان المنزلي أو الصناعي يمكن أن يكون أقل خطورة حيث يمكن التحكم في الوقت وشدة الضوء. وهناك أدلة محدودة لدعم هذه المزاعم. من ناحية أخرى، قد تكون المصابيح الشمسية أكثر خطورة من الشمس لأنها تحافظ على نفس كثافة الضوء المنبعث منها بشكل منتظم طوال العام الأمر الذي لا ينطبق على الشمس بسبب اختلافات الطقس والغطاء السحابي. كما أنها أكثر خطورة لأن من الممكن تعريض كامل الجسم للأشعة في كل جلسة، بينما يتعذر فعل ذلك مع أشعة الشمس في الهواء الطلق.
ويطلب من الشركات المصنعة للمصابيح الشمسية بوضع جدول زمني للتعرض للأشعة وتحديد المدة القصوى التي يسمح فيها بالتعرض للأشعة فوق البنفسجية المنبعثة من منتجاتها. يمكن للأشعة فوق البنفسجية والضوء المرئي الشديد المنبعث من منتجات المصابيح الشمسية أن يسبب ضررا للعين ولذلك من المهم ارتداء النظارات الواقية أثناء جلسات التان المنزلي.
نصائح للتان المنزلي
في جلسات التان الصناعي يمكنك اتباع النصائح التالية للحد من مخاطر التعرض للأشعة فوق البنفسجية:
- ارتداء النظارات الواقية والتأكد من أنها مناسبة بشكل مريح وغير متصدعة.
- البدء بالتعرض للأشعة لمدة زمنية قصيرة والتدرج ببطء مع مرور الوقت لزيادة التان.
- عدم استخدام الحد الأقصى من وقت التعرض للأشعة في الجلسة الأولى للتان تجنباً للإصابة بالحروق، ويعتقد أن هناك علاقة بين الحروق وسرطان الجلد.
- تستغرق حروق الشمس ست ساعات لتحدث وربما لا تدرك أن الجلد قد أصيب إلا بعد فوات الأوان.
- اتبع التعليمات الخاصة بالمنتج فيما يتعلق بزمن التعرض الموصى به حسب نوع بشرتك.
- اتبع الوقت المحدد لك
- بعد الوصول إلى اللون الأسمر المرغوب يجب أن لا تزيد جلسات التان عن مرة واحدة في الأسبوع.
ما يسمى "حبوب التان"
لم تتم الموافقة على أي نوع من حبوب التان من قبل هيئة الغذاء والدواء الأميركية. ومع ذلك، هناك بعض الشركات التي تسوق لمنتجات يسمونها " حبوب التان" وتحتوي هذه الحبوب على ألوان مضافة تعرف باسم canthaxanthin، والتي يؤدي تناولها إلى تحول الجلد إلى مجموعة من الألوان من البرتقالي إلى البني. تمنح الموافقة على الألوان المضافة في الأغذية والأدوية عن طريق الفم، وبكميات قليلة.
ثنائي هيدروكسي أسيتون (DHA)
تحتوي بخاخات التان على مادة ثنائي هيدروكسي أسيتون(DHA) وهي ألوان مضافة تتفاعل مع الخلايا السطحية الميتة في الطبقة الخارجية من الجلد لتغيير لون الجلد إلى الأسمر. وتدخل هذه المادة عادة في منتجات التان الصناعية التي لا تستدعي في استخدامها التعرض لأشعة الشمس مثل الكريمات واللوشن والبخاخات.
وافقت هيئة الغذاء والدواء الاميركية على استخدام مادة ثنائي هيدروكسي أسيتون في تلوين الجلد، ولكنه يقتصر على الاستخدام الخارجي، ولكن لم تقدم الشركات المصنعة دلائل تثبت سلامته ولذلك لا تزال هيئة الغذاء والدواء تنظر في الموافقة عليه لاستخدامات أخرى، مثل استخدامه على الشفاه أو حول العين أو استنشاقة. ولذلك فإن أبعاد خطورته لا تزال مجهولة. ويوصي أطباء الجلد عند استخدام بخاخ التان باتخاذ الاحتياطات اللازمة لحماية العين والشفاه وتجنب استنشاق الرذاذ.
فحص الجلد والتحقق من سلامته من سرطان الجلد
من المهم فحص الجلد بشكل دوري للاطمئنان على عدم وجود علامات لسرطان الجلد، ومن ذلك التغيرات الواردة في الوحمات والشامات والبقع الجلدية من حيث الحجم والشكل واللون والملمس. ويجب مراجعة الطبيب عند وجود مثل هذه التغيرات أو وجود قروح جلدية طال شفاؤها.

تصبغات ونمش بسبب أشعة الشمس

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق