Translate

السبت، 14 نوفمبر 2015

السمنة مرض

د. علاء الحازمي*
    في عام ٢٠١١م أعلنت الجمعية الأميركية للغدد الصماء أنه يجب اعتبار السمنة مرضا كسائر الأمراض المزمنة كداء السكري وارتفاع ضغط الدم والكوليستيرول، وفي عام ٢٠١٣م حذت الجمعية الاميركية الطبية حذو الأولى بالاعتراف بالسمنة كمرض مزمن يجب علاجه، هذا الاعتراف جاء متأخراً في رأي كثير من المتخصصين بأمراض السمنة، ورغم ذلك فإن هذا الاعتراف يعتبر بادرة جيدة لتوحيد وتنظيم جهود المختصين بأمراض السمنة، فبدأ إنشاء الجمعيات الطبية والجراحية والغذائية المتخصصة بالسمنة وعلاجها وطرق الوقاية منها تحت إشراف هيئات صحية معترف بها وقامت بتعليم وتخريج أطباء وجراحين وأخصائيي تغذية متخصصون بتشخيص وعلاج أمراض السمنة ومسبباتها ومضاعفاتها. وبمساعدة المثقفين الصحيين والإعلاميين بدأت الحملات التثقيفيه العالمية بهذا المرض.
وبما أن نسبة داء السمنة لدينا في مجتمعنا يعتبر من النسب العالية مقارنة بأغلب دول العالم فإن الواجب يحتم علينا تثقيف المجتمع بأن (السمنة مرض) لا بد من علاجه وذلك لأن صحة الأفراد أساس لصحة المجتمع وهذا هو الهدف الأساسي لأي منظمة صحية في العالم وهو الوقاية من حدوث المرض أولاً و سرعة تشخيصه وعلاجه والحد من تطوره وإنتشاره.
ولكن لماذا أصبحت السمنة ظاهرة في الآونة الأخيرة ولم نكن نسمع عنها من قبل؟ وما عوامل إنتشارها بهذا الشكل المخيف؟
من إحصائيات منظمة الصحة العالمية على مدى العشرين سنة الماضية يلاحظ زيادة مضطردة في أوزان الأفراد من الجنسين ومن جميع الأعمار، في الحقيقة لا يوجد مسبب رئيسي منفرد لهذه الظاهرة بل هناك عوامل مشتركة مسببه للسمنة منها عوامل جينية واجتماعية وتغيرات سلوكية غذائية سواء في كمية الأكل أو نوعيته مثل الأغذية سريعة التحضير وكذلك نقص في مستوى النشاط البدني.
والسؤال هو متى يمكن التدخل الجراحي؟ ما هي الأساليب الجراحية للعلاج؟
المؤشرات للتدخل الجراحي هي: عمر المريض من ١٨ إلى ٦٥ سنة، مقياس كتلة الجسم ٤٠ أو أكثر، مقياس كتلة الجسم ٣٥ أو أكثر مع وجود أمراض صحية مرتبطة بالسمنة، علاج أي أمراض باطنية مسببة للسمنة قبل المعاينة للتدخل الجراحي، جاهزية المريض نفسياً وذهنياً لإتباع تعليمات ما قبل وبعد التدخل الجراحي.
وهناك حالات استثنائية لا يتوفر فيها كل هذه المؤشرات فيجب تشخيصها ومعاينتها بطريقة خاصة وذلك كالأطفال أوالمراهقين، أما بالنسبة للعمليات الجراحية والتي تجرى عن طريق جراحة المناظير فتشمل عملية تكميم المعدة: وهي عبارة عن قص طولي للمعدة بحيث يتم استئصال ٧٠-٨٠٪ من المعدة ويعتبر التكميم من أكثر العمليات المنتشرة حاليا، وهناك عملية تحويل المسار: ويتم تقسيم المعدة إلى جزءين ومن بعدها يتم توصيل المعدة المصغرة العلوية إلى الأمعاء الدقيقة، وكانت عمليات تحويل المسار من أكثر العمليات شيوعا في الماضي ولكن حاليا يتم عملها على نطاق محدود خصوصا للمرضى الذي يعانون من السمنة المفرطة وكذلك الارتجاع الحمضي المزمن أو كعملية تصحيحية لعملية سمنة سابقة.
كما أن هناك عملية الحلقة أو الحزام: وفي هذه العملية يتم وضع حلقة في أعلى المعدة لكي يتم التحكم بكمية الأكل وسرعة الإحساس بالشبع، وهذه الحلقة متصلة بخزان يوضع تحت الجلد يتم من خلاله حقن أو سحب ماء الملح لتعديل قطر الحلقة، ولقد أصبحت هذه العملية من أقل العمليات التي تعمل حاليا على المستوى المحلي والعالمي.
أصبحت عمليات السمنة أكثر أماناً من ذي قبل بفضل من الله ومن ثم عدة عوامل منها تطور الخبرات والتخصصات والآلات الطبية المستخدمة، ارتقاء ثقافة المرضى ووعيهم وكذلك توفر مراكز طبية متخصصة في علاج السمنة.
وفي الختام يجب أن ننوه أن التدخل الجراحي لعلاج السمنة يجب أن يكون آخر الحلول بعد تصحيح السلوكيات الخاطئة ودمتم بصحة وعافية.
* قسم الجراحة

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق