Translate

الخميس، 1 أكتوبر 2015

خفقان ما قبل النوم.. الاستلقاء على السرير كابوس مزعج يتفاداه المرضى يومياً!

يقلب حياة الإنسان رأساً على عقب ومما يزيد الطين بلة أن يقول له الطبيب: "ما فيك شي ولا تحتاج علاج..!!"

الخوارج الاذينية في تخطيط القلب أحد أسباب خفقان ما قبل النوم
    توفيق.. مهندس عمره خمس وثلاثين سنة لا يشتكي من ضغط ولاسكر ولا كلسترول ولا امراض مزمنة مع انه يدخن علبة سجائر كاملة في اليوم ويعاني قليلا من الحموضة وارتجاع المريء الذي يأخذ له ادوية بين حين وآخر.. أتى الى العيادة يشتكي من الخفقان الذي غالبا ما يحدث قبل خلوده الى النوم ويستمر معه من دقيقتين الى عشر دقائق يحس فيها بالموت وان هناك مصيبة ستحدث عاجلا.. حتى يغط في النوم!!... ولذلك أصبح يتضايق كثيرا من الذهاب الى السرير للنوم بسبب المعاناة التي يمر بها وعند سؤاله فإن اخر سيجارة هي التي يأخذها قبل النوم بساعة واخر كوب من القهوة يأخذ قبل النوم ب 3 ساعات ووجبته الأخيرة قبل النوم بساعة وهي مما تيسر في المنزل فقد تكون لحما وأرزا او شوربة شوفان او سلطة خضار .. الخ وعند عمل الفحوصات له كانت الغدة الدرقية وتصوير القلب وتركيز الهيموجلوبين في الدم طبيعي اما الهولتر فأوضح تسارع نبضات القلب الى 120 لمدة عشر الى عشرين دقيقة قبل الدخول في النوم اما باقي اليوم فكان التسجيل طبيعيا.. فقام الطبيب بوضع (توفيق) على برنامج لإيقاف التدخين تدريجيا وتقليل القهوة والامتناع عن الاكل المسائي وممارسة الرياضة وتخفيف القلق والتوتر بزيارة الطبيب النفسي وكان لهذا البرنامج الشامل دورا كبيرا في اختفاء تلك الاعراض نهائيا خلال أسبوعين.. ولأهمية خفقان ما قبل النوم وكثرة الشكوى منه سنذكر بعض التفاصيل المهمة لتثقيف المرضى وأهليهم .

انقطاع التنفس الليلي أحد أسباب الخفقان قبل وأثناء وبعد النوم
خفقان القلب هو مجرد شعور الانسان بنبضات قلبه. وقد يكون منتظما او غير منتظم.. وقد يكون ذلك الشعور طبيعيا أو مرضيا لحظيا او يستمر لدقائق او ساعات تصاحبه اعراض متعددة مثل الاغماء وضيق التنفس والدوخة وألم الصدر او غير مصحوب بآلام أخرى نهائيا ومن المهم معرفة ان عدم انتظام نبضات القلب قد يحس به الانسان فيسمى خفقانا وقد لا يحس به نهائيا ولا يكتشفه الا بالفحوصات وفي المقابل قد يشعر الانسان بالخفقان ونبضات قلبه في التخطيط الكهربائي طبيعية جدا.. ولذلك فإن الخفقان المرضي قد يحدث فجأة ويقطع عليك ما كنت مشغولا به ويكون مصحوبا بأعراض أخرى، اما الخفقان الطبيعي فيحدث عند الغضب او الخوف او الجري الشديد او أحيانا عندما يركز الانسان في سماع نبضات قلبه ويرخي لها أذنه مع سكون تام في الضوضاء من حوله. وهناك ثلاثة أصناف منه المتسارعة أي اكثر من 100 في الدقيقة الواحدة أو البطيئة أي اقل من 60 في الدقيقة أو الطبيعية في حدود الطبيعي من 60 - 100 في الدقيقة ولكن بانقباضات قوية، وقد تكون هذه النبضات منتظمة أو غير منتظمة في أي من الاصناف الثلاثة السابقة، وقد تحصل لثوان معدودة أو قد تستمر لساعات وقد تكون نادرة الحدوث وقد تحدث 10 مرات في اليوم الواحد.. والغالبية العظمى من بني البشر تمر عليهم مراحل من عمرهم يشعرون فيها بالخفقان لأسباب متعددة، وقد يكون معه اعراض اخرى مصاحبة مثل الاغماء أو ضيقة النفس أو التعرق أو ألم في الصدر كما ذكرنا أعلاه او لا يكون مصحوبا بشيء حتى ولو كان مرضيا..، ومن المهم معرفة ان بعض المرضى قد تكون شكواه الرئيسية هي الاعراض الثانوية للخفقان مثل الاغماء أو ضيقة النفس فقط ولا يدري انه يعاني من تسارع نبضات القلب.
خفقان ما قبل النوم
هناك عدة اسباب للخفقان الذي لا يحدث الا قبل النوم عند الاستلقاء على السرير ومنها: الامراض العضوية مثل فرط نشاط الغدة الدرقية عدم التحكم بالضغط تأثير النيكوتين والكافيين والكحول وارتجاع المريء وانقطاع التنفس الليلي اذا كان في بدايات النوم وليس قبله وازمات الربو ولو كانت متوسطة الشدة بل وبعض الأدوية مثل ادوية الربو كالفنتولين اذا كان يأخذها قبل النوم وادوية الزكام وكذلك بعض ادوية القلب كالديجوكسين... وهناك مرض غالبا يحدث في النساء ويسمى تسارع القلب الذي لا يتوافق مع الجهد المبذول وهو من احد أسباب الخفقان.. وهناك اسباب نفسية مشهورة وهي نوبات الهلع والقلق النفسي العام الذي من الممكن ان يحدث بهذه الصورة.. والحقيقة ان اغلب الحالات التي رأيتها بخفقان ما قبل النوم تدور بين نوبات الهلع في الشخصيات القلقة او ارتجاع المريء وهذا لا يمنع من الا يبحث عن الأسباب الأخرى المحتملة واستبعادها.
التشخيص
يكون بأخذ التاريخ المرضي المفصل كما عرضنا بعضا منه في قصة توفيق أعلاه وسؤاله عن جميع الاعراض المحتملة التي من الممكن ان تسببها الامراض العضوية وكذلك الاعراض النفسية من القلق والتوتر واعراض انقطاع النفس الليلي ثم بعد ذلك اجراء الفحوصات التي تؤكد او تنفي تلك الانطباعات.
العلاج
يكون بمعالجة المسبب سواء كان مرضا عضويا او نفسيا.
الخلاصة
ان خفقان ما قبل النوم او في أوله قد يكون مرعبا ويقلب حياة المريض رأسا على عقب فيصبح النوم والاستلقاء على السرير كابوسا مزعجا يتفاده يوميا حتى يغلبه النوم فجأة!! ويزيد الطين بلة ان يقول له الطبيب "ما فيك شي ولا تحتاج علاج..!!" ولذلك ننصح الطبيب بالخطوات المذكورة أعلاه حتى يجد المسبب ويعالجه.

نوبات الهلع والقلق العام أحد أسباب خفقان ما قبل النوم

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق