العلاج الكيماوي والإشعاعي.. والأسنان
ومن المشاكل التي قد تظهر بعد البدء بالعلاج: التهابات الفم والغشاء المخاطي واللثة، وتظهر بلون محمر شبيه بتقرحات الحروق وقد تشتد هذه الالتهابات في حاله إهمال نظافه الفم والأسنان، كما أن الالتهابات تزداد مع انخفاض معدل كريات الدم البيضاء، كما قد يزداد معدل نزيف اللثة وذلك لعدم قدرة الدم على التجلط بسبب انخفاض معدل الصفائح الدموية بسبب العلاج الكيماوي، ويؤدي اللعاب دوراً أساسياً في عمليه التذوق والبلع والكلام وينشأ جفاف الفم في حالة عجز الغدد اللعابية عن افراز الكميات الكافية من اللعاب مما يؤدي بالإضافة إلى الجفاف في الفم، الشعور بحرقة وخصوصا على اللسان، تشقق الشفاه، تجرح زوايا الفم، صعوبة في مضغ الأكل، ويتسبب الجفاف في صعوبة تنظيف الأسنان والفم، وعندما يفقد اللعاب خاصية الترطيب ويصبح لزجاً وغليظ القوام عندئد لا يمكن معادلة الأحماض بالفم مما يؤدي إلى ظهور عدة مشاكل منها فقدان حاسة الذوق، التسوس وزيادة حدوث الترسبات الجيرية، وتعد التغيرات الحاصلة في نمو وتطور الأسنان من المشاكل المعتادة عند الأطفال لدى تلقي العلاج الكيماوي بجرعات عالية أو تلقي العلاج الإشعاعي بمنطقة الرأس والرقبة وتظهر التغيرات عادة في حجم وشكل الأسنان وتأخر في التسنين (ظهور الأسنان).
ولتجنب حدوث ذلك أو التقليل من الآثار الجانبية يجب اتباع الآتي: قبل البدء بالعلاج الكيماوي أو الإشعاعي يجب فحص وتقييم حالة الفم والأسنان وعلاج ما يلزم قبل البدء بالعلاج الكيماوي والإشعاعي، فعلاج الأسنان التالفة واللثة الملتهبة قبل البدء بالعلاج له دور مهم في تقليل الالتهابات البكتيرية التي قد تصيب الفم أثناء فترة العلاج، ويجب المحافظة على نظافة الفم والأسنان لتقليل كمية البكتيريا في الفم وتقليل الإصابة بالتهابات الفم، كما يجب تنظيف الأسنان بفرشاة ناعمة وإزالة الجير وتطبيق مادة الفلورايد على الأسنان، وعلاج الأسنان المكسورة والحشوات المكسورة وتسوسات الأسنان وخصوصاً الحالات المتقدمة مثل حالات العصب والتهابات اللثة، وعند الحاجة إلى خلع بعض الأسنان التالفة والميؤوس منها، من الضروري أن يتم ذلك في فترة لا تقل عن أسبوعين قبل البدء بالعلاج للتأكد من إلتئام الجرح ولتقليل المضاعفات الطبية، ويجب فحص التركيبات المتحركة بدقة وتعديلها أو تبديلها بتركيبات أخرى إن كانت تسبب تقرحات وآلام في الفم، كما يجب تفريش التركيب المتحرك يوميا وغمسها في محلول التنظيف الخاص بها وتخزينها في ماء أو محلول معقم للفم لتقليل فرص الإصابة بالفطريات، كم يجب خلعها أثناء النوم وقد يطلب منك طبيب الأسنان عدم لبسها خلال فترة العلاج الإشعاعي.
أما أثناء العلاج الكيماوي والإشعاعي فإذا كان مريض السرطان يتلقى العلاج الكيماوي عن طريق الدم، فأفضل وقت لعلاج الأسنان (العلاجات الضرورية فقط) يكون بعد 14 يوما من أخذ جرعة العلاج الكيماوي وقبل البدء بأخذ جرعة الكيماوي التالية، وإذا استدعت الحاجة القيام بعمليات بسيطة في الفم مثل الخلع أو عمليات اللثة أو غيرها، فانه يفضل القيام بها قبل 7 أو10 أيام من بدء جرعة العلاج الكيماوي التالية وذلك لإعطاء فرصة كافية لالتئام وحماية الجرح، وبعض الحالات تستدعي أخذ المضادات الحيوية قبل علاج الأسنان لتقليل فرص الإصابة بالالتهابات ويتم اتخاذ القرار بعد تشاور طبيب الأسنان مع طبيب أمراض السرطان، وبعض العلاجات الكيماوية والعلاج الإشعاعي تسبب جفافا في الفم في هذه الحالة ينصح باستخدام بدائل اللعاب المتوافرة في الصيدليات وشرب الماء باستمرار وذلك لتجنب العواقب المصاحبة لجفاف الفم، وتجنب استخدام التركيبات المتحركة التي تسبب تقرحات في الفم وتجنب استعمالها بشكل عام أثناء النوم، وتنظيف اللسان باستعمال الفرشاة الخاصة لذلك لتقليل كمية البكتيريا في الفم.
بينما بعد العلاج الكيماوي والإشعاعي وإذا احتاج المريض لعلاج أسنانه، من المهم تقييم حالته الصحية وطلب تحاليل الدم اللازمة بعد الإنتهاء من العلاج الكيماوي والإشعاعي لمعرفة مستوى خلايا الدم البيضاء الدفاعية والتي يجب أن تكون بالمستوى الطبيعي قبل البدء بعلاج الأسنان، والاستمرار في المحافظة على نظافة الفم والأسنان حتى بعد الانتهاء من العلاج لأن المريض قد يحتاج إلى أخذ جرعات إضافية من العلاج في حالة رجوع المرض لا سمح الله، وتكون الأسنان عرضة للتسوس وزيادة الحساسية بعد العلاج الإشعاعي لمنطقه الفم والرأس، لذلك لابد من المحافظة على تنظيف الأسنان يومياً ٣ مرات باستخدام الفرشاة والمعجون وكذلك استخدام الفلورايد الممنوح لك من قبل الطبيب الأخصائي لصحة الفم والأسنان وكذلك اتباع تعليمات فريق علاج الأسنان الخاصة بالوقاية.
* قسم صحة الفم والأسنان
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق