Translate

السبت، 28 مارس 2015

مرضى الأورام والعناية بالفم

مرضى الأورام والعناية بالفم


د. عبدالله راشد البرخيل *
    هناك طرق للعناية بالفم قبل بدء العلاج (الكيماوي أو الإشعاعي)، فيجب الفحص الكامل قبل شهر من علاج السرطان أو الأورام عموماً، وعمل جدول كامل لعلاج الأسنان، والبدء بالعلاج الضروري للأسنان قبل ١٤ يوماً على الاقل من بداية العلاج الاشعاعي، ومن ٧-١٠ أيام قبل العلاج الكيماوي، وتأجيل علاج الأسنان الاختياري حتى بعد الانتهاء من علاج الأورام، ويتم تحديد وعلاج مناطق الالتهابات الحادة كالتسوس، التهاب اللثة، أمراض العصب وجذور الأسنان، التهاب الغشاء الداخلي للفم، والقضاء على أي مصادر قد تسبب ضررا أو تقرحات للمرضى مثل التركيبات الحادة وغير المطابقة وأطواق التقويم أو أشياء أخرى، ومعالجة أي احتمالية التهابات في المنطقة التي ستتعرض للأشعة قبل البدء، واعطاء المريض كامل التعليمات حول كيفية التنظيف والحفاظ على صحة الفم، وتثقيف المريض بالمحافظة على الأسنان من التسوس.
إن مرضى الأورام الذين يتم علاجهم بالأشعة العلاجية لمنطقة الرأس والعنق هم تحت طائلة خطر مضاعفات تصيب الفم والأسنان، فهناك خطر كبير من حدوث النخر العظمي في المناطق التي تعرضت للأشعة، فعلى أطباء جراحة الأسنان التخطيط للجراحات قبل بدء العلاج الاشعاعي، وعمل فحص كامل للمنطقة وتطبيق حماية الأسنان، واستشارة طبيب الأورام في هذه المرحلة وكل المراحل اللاحقة، كما ويجب خلع الأضراس المتقرحة من قبل استشاري الأسنان لئلا تتسبب في مشاكل مستقبلية، وعمل برنامج حماية للأسنان من التسوس الإشعاعي ومضاعفات التركيبات، وعمل حاملة خاصة لمادة الفلورايد لكل مريض، والتأكد من أن حاملة الفلورايد تغطي الأسنان والأنسجة المحيطة لكي لا تتسبب في اثارة أي ازعاج للثة، وتعليم المريض بالطريقة الصحيحة لتطبيق الفلورايد على الأسنان لمدة ١٠ دقائق على الاقل لعدة أيام قبل بدء العلاج الإشعاعي أو استخدام فرشاة مع هلام الفلورايد، ويجب الانتظار لمدة ١٠ - ١٤ يوماً للسماح لمنطقة الجراحة بالالتئام والشفاء الكامل، والبدء في أي جراحة تركيبية قبل بدء العلاج لأنه من الصعب تحملها بعد تعرض العظم الفك للاشعة العلاجية.
وأثناء العلاج الاشعاعي يجب مراقبة وتشجيع المريض بالعناية بالفم والأسنان، ومراقبة التهابات الأنسجة واللثة من أي عدوى أخرى، وعلى المريض التوقف عن استخدام أطقم الأسنان المتحركة.
أما بعد العلاج الاشعاعي، فيجب فحص المريض بشكل دوري وتطبيق برنامج الوقاية كل ٤-٨ أسابيع أو عند الحاجة خلال ال ٦ أشهر الأولى، فيجب مراقبة منطقة عضلات المضغ لمتابعة أي ألم لدى المريض، أو التهاب أو ضرر مفصلي، وعلى المريض القيام بأداء تمارين فتح وإغلاق الفم ٢٠ مرة (بدون ألم)، وذلك لاستخدام التركيبات والأطقم للحماية من أي التهابات في الأغشية المخاطية أو جفاف في الفم، كما يجب مراقبة تسوس الأسنان أو نقص وتفكك المعادن في الأسنان في منطقة الأشعة العلاجية والتأكد من استخدام هلام الفلورايد، والابتعاد عن الجراحات الفموية الاختيارية ووصف مضاد حيوي إذا كان خلع الأسنان ضرورياً مع احتمال استخدام غرفة ضغط الأوكسجين العالي.
وفي مرحلة العلاج الكيماوي فإن المضاعفات تعتمد على أنواع الأدوية الكيماوية وجرعاتها ومدى تقدم أمراض الأسنان بالإضافة إلى استخدام العلاج الإشعاعي وشدة التهابات الأنسجة المخاطية، فيجب فحص الأسنان قبل مرحلة البدء بالعلاج الكيماوي وعمل الوقاية المناسبة، وعمل الخطة العلاجية المناسبة، وتخصيص موعد عملية جراحة للفم والأسنان قبل ٧-١٠ أيام من بدء العلاج الكيماوي، باستشارة طبيب الأورام (خصوصا اورام الدم) قبل البدء بأي جراحة فموية أو لثوية.
وأثناء العلاج الكيماوي فيجب الالتزام ببرنامج الوقاية، وتحليل الدم قبل أي موعد جراحي ب ٢٤ ساعة، وفحص المريض من أية التهابات بكتيرية أو فيروسية أو فطرية أو ارتفاع درجة الحرارة من دون معرفة السبب، وتشجيع المريض على العناية الفائقة بالفم والأسنان.
أما بعد مرحلة العلاج الكيماوي فيتم تحديد مواعيد منتظمة للمريض بعد زوال جميع الأعراض الجانبية للعلاج الكيماوي، وعمل مسح شامل للدم قبل علاج الأسنان، ومناقشة طبيب الأورام حول مناعة المريض وقدرته على تحمل بعض العمليات الجراحية الحادة والتوسيعية، ومناقشة أولويات وأهمية الخطة العلاجية للأسنان في حضور طبيب الأورام، مناقشة إمكانية وجود علاج إشعاعي، ومناطق العلاج الإشعاعي، وكمية الأشعة المناسبة، ومتى يمكن البدء بالأشعة العلاجية.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق