Translate

السبت، 13 يونيو 2015

آلام أسفل الظهر


اعداد: إدارة المسؤولية الإجتماعية بمستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث
    هو الألم الذي يمكن أن يشعر به أي شخص في منطقة الظهر الممتدة من الرقبة إلى العصعص والتي قد يكون مصدرها أي من مكوّنات الظهر وهي العضلات والأعصاب والعظام والأقراص الغضروفية والمفاصل أو أي من أنسجة العمود الفقري الأخرى ومجازاً فإنه عند ذكر ألم الظهر يُقصد بذلك الآلام التي تحدث في منطقة أسفل الظهر بالتحديد.
وبشكل عام فإنه يمكن القول ان نحو 80 % من الناس يمرون بتجربة معاناة آلام أسفل الظهر في وقت ما من حياتهم ونحو 5 من كل 6 أشخاص عاملين يمرون بالمعاناة نفسها في وقت ما من حياتهم العملية، في غالب الأحيان تكون آلام أسفل الظهر ذاتية الحد أي أنها تُشفى من تلقاء نفسها، حيث يُشفى نحو 50% ممن يعانون خلال ما يقارب الأسبوعين ونحو 90% يُشفون خلال ما يقارب 6 أسابيع.
وتُعد آلام الظهر من أكثر الأعراض شيوعاً حيث يُقدر أن كل 10 أشخاص يتعرضون للإصابة بآلام الظهر وتتفاوت شكوى المريض منهم من حيث شدة الألم ومدته ونوعية الإحساس بالألم وانتشاره في الظهر والأطراف السفلية، ولكن للتخلص من هذه الأعراض وقبل البدء في سردها أود أن أؤكد أهمية الوقاية من آلام الظهر من خلال تجنّب الإجهاد لأسفل الظهر.
وعلى الرغم من وجود براهين كافية على أن التدخين قد يزيد من خطر الإصابة بآلام الظهر إلا أن الكثير لا يتوقفون عن التدخين مع ما له من تأثير سلبي على الصحة بشكل عام.
إلا أنه من أبرز أسباب آلام الظهر الرئيسية: حمل أشياء ثقيلة بوضعية خاطئة، وتجاهل القيام بتمارين الإطالة والاسترخاء خلال اليوم، وعدم القيام بها لمدة 5 دقائق لمرات عدة خلال فترات العمل الطويلة، والعيش في بيئة محفزّة للتوتر مما يؤدي إلى الشد العضلي المستمر، وعدم وضع كمادة دافئة أو باردة على مكان الألم لدقائق عدة بشكل متقطع خلال اليوم، كذلك عدم تحريك الرقبة بهدوء في جميع الاتجاهات، وأخيراًعدم تحسين الوضعية عند الجلوس أو النوم.
أما أسباب آلام الظهر عند النساء فأبرزها لبس أحذية ذات كعب عالٍ وقد ثبت بما لا يقبل الشك أن الحذاء ذا الكعب يخل بتوازن العمود الفقري ويتسبب في حدوث الشد على الفقرات والعضلات والأنسجة الرابطة للظهر، كذلك الحمل وخصوصاً في الأشهر الأخيرة حيث يتقوّس الجزء الأسفل من العمود الفقري كوسيلة لحفظ التوازن فيزيد من الضغط على الأعصاب الخارجة من فتحات العمود الفقري وتزداد حدة الألم حينما يكون الحمل توأماً.
وهناك أسباب أخرى حيث إنه من ضمن المشاكل الطبية التى نعاني منها آلام اليدين وترتبط بعلاقة وثيقة مع المفصل أو الأوتاد التي تربط العضلات بالعظام ومن هذه الآلام، الأكثر شيوعاً، بين أصحاب الأعمال المكتبية حيث إن هذه الفئة تعتمد اعمالها في غالب الأحيان على استخدام اليدين لفترات طويلة، وتكون هذه الآلام ناتجة عن الإجهاد المتكرر على المفاصل والأوتاد والأعصاب مما يؤدي إلى الشعور بآلام على الرغم من عدم وجود مرض في الغالب ولعل من ضمن هذه المشاكل الآلام التى تصاحب مفاصل اليدين وتُعزى إلى آلام الرقبة، ويتمثل ذلك، في الضغط على أعصاب الرقبة والكوع أو الرسغ أو الشعور بالألم في السبابة، والحل الأمثل لمن يعانون من هذه الآلام ليس في ترك أعمالهم ولكن بالوقاية والتماس العلاج حتى لا تمنعهم هذه الآلام من ممارسة انشطتهم اليومية.
والسؤال الذي يتبادر إلى الذهن هل تُعد السمنة عاملاً لألم الظهر؟ نعم، فإن تلك الحقيقة أثبتتها الأبحاث العلمية حيث تُعد السمنة عاملاً مؤثراً في الأعراض المرتبطة ببعض الأمراض ومنها آلام الظهر، حيث تم تصميم العمود الفقري (من قبل الخالق سبحانه وتعالى) لحمل وزن الجسم وتوزيع ثقله بشكل متساوٍ أثناء ممارستنا أي مجهود جسدي خلال الأنشطة اليومية وكذلك خلال اتخاذنا وضعية الاسترخاء أثناء أوقات الراحة أو النوم، ولذلك فإن العمود الفقري منوط به توزيع أي ثقل زائد على بقية أجزاء الجسم مما قد ينتج عنه تغيير أو تلف في البنية الأساسية بالجسم فيشعر الإنسان بالألم وغير ذلك من الإصابات، بيد أن الجزء الأكثر تضرراً من السمنة هو أسفل الظهر، كما أن قلة التمارين تؤثر في المرونة المطلوبة للقيام بوظيفته بالطريقة الصحيحة مما يترتب عليه ضعف عضلات الظهر والبطن والأرجل فيؤدي ضعف هذه العضلات إلى زيادة الانحناء في الظهر والرقبة، لكن إذا كنت تعاني من السمنة فإن ذلك يزيد من فرص معاناتك لألم الظهر لأن السمنة أو الزيادة في الوزن خصوصاً حول منطقة البطن يتسبب في حدوث ضغط على وضعية الحوض ما يسبب ألما أسفل الظهر.
ولعل من الأسباب الشائعة لانتشار السمنة تكمن في قلة الحركة والنظام الغذائي غير المتوازن كما أن النمط الغذائي غير السليم الذي يفتقر إلى الفيتامينات والمعادن اللازمة لتجديد الخلايا وبنائها، وتتمثل بقيامك بإحداث بعض التغييرات الصغيرة والدائمة في نظامك الغذائي وزيادة معدل حركتك اليومية.
- كيف نتفادى آلام الظهر؟
* المشي والرياضة بشكل منتظم وتُعد السباحة من أفضل أنواع التمارين الرياضية والتي تساعد في زيادة مرونة العمود الفقري.
* استخدام الأسلوب الصحيح في حمل الأشياء الثقيلة.
* استخدام سرير قاعدته صلبة ومرتبة ذات كثافة متوسطة لمنع انحناء العمود الفقري.
* إبقاء الجسم في وضع سليم أثناء الجلوس أو الوقوف، ويُفضل تغيير الوضعية والقيام ببعض الحركات الرياضية البسيطة في حالة الجلوس لفترة طويلة.
* تجنّب القيادة لفترة طويلة.
* ترك التدخين بكافة أنواعه وقد وجدت الأبحاث في الغرب أن تناول الكحول يعتبر عاملاً يساعد على حدوث آلام الظهر مما يجعلنا كمسلمين أكثر اعتزازاً بتعاليم ديننا الحنيف حيث يثبت لنا العلم باستمرار أن في اجتناب ما نهى عنه الشارع عز وجل سلامة لديننا ودنيانا بما فيها صحتنا.
* قسم العلاج الطبيعي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق