Translate

الخميس، 4 يونيو 2015

السيلوليت.. ليس مرضاً!

أطباء الجلد يؤكدون: التوعية هي الخطوة الأولى للوصول إلى علاج فعال

الفخذان والأرداف هما المناطق الوحيدة التي تعاني مع السيلوليت
    هناك الكثير من الكتابات التي تناولت السيلوليت في السنوات الخمس الماضية ولكن معظمها للأسف كان تكراراً لأخطاء الماضي. وأول ما يتوجب على أخصائي العناية بالبشرة معرفته هو أن السيلوليت حالة لا تتعلق بالأنسجة الدهنية في المقام الأول بل هو نتيجة اضطراب في النسيج الضام وليس مرضاً بحدّ ذاته.
السيلوليت هو اضطراب يؤثر في الكولاجين من النوع الأول الذي يزداد مع بداية الدورة الشهرية. الكولاجين النوع الأول هو عنصر البروتين الأكثر انتشارا في الجسم، وهو أكبر نسيج غير عظمي في الجسم. في معظم الحالات يلعب هذا العنصر دوراً في العديد من الاضطرابات الهرمونية عند الإناث التي تقوم على 6 هرمونات رئيسية من أهمها الإستروجين والبروجيستيرون. وإذا كان من الصعب تصديق ذلك فلك أن تتساءلي لماذا لا يعاني الرجال من السيلوليت! لنلقي نظرة تشريحية على مناطق الجسم التي يحدث فيها السيلوليت.
تشريح السيلوليت
الفخذان والأرداف هما المناطق الوحيدة التي تعاني مع السيلوليت. وذلك لأن هذه المناطق هي مخزن الدهون الغذائية في جسم المرأه لتوفير الغذاء للطفل في حالات الحمل وما يصاحبه من نقص التغذية. وتعتبر هذه من الدهون العنيدة في الجسم ويصعب عادة التخلص منها. وتحتوي خلية الدهون – ويطلق عليها الخلية الشحمية - على نوعين من المستقبلات: مستقبل يسمى بيتا: يحفز الدهون لاستخدامها في عملية تعرف باسم تحلل الدهون، ومستقبل آخر يسمى ألفا: يمنع أو يثبط تحلل الدهون. وتعاني السيدات عادة من صعوبة التخلص من هذه الدهون حتى مع محاولات الحمية الغذائية أو التمارين الرياضية.
يتم تقييم السيلوليت في البداية، حيث تكون الحالة أكثر وضوحاً. ومن ناحية أخرى توجد طبقتان من الدهون في الجسم: طبقة سطحية وأخرى عميقة، ويفصل بين الطبقتين طبقة من النسيج الضام تسمى بالإنجليزية fascia. تقع الدهون في تجاويف تشبه قفص البيض ويفصل بين التجاويف روابط ليفية تمتد عمودياً من طبقة النسيج الضام لطبقة العضلات العميقة إلى النسيج الضام تحت الأدمة. إن تلف روابط الكولاجين وخروج خلايا الدهون عن مواقعها هما السبب في ظهور السيلوليت على سطح الجلد بالشكل المعروف. ولا علاقة للسليوليت باحتفاظ الخلايا بالماء أو ضعف الدورة الدموية أو تراكم السائل الليمفاوي. لماذا يحدث ذلك؟ بسبب الدورة الشهرية!
الكيمياء الحيوية للدورة الشهرية
بعيدا عن الخوض في تفاصيل الدورة الشهرية، تعتمد الفيزيولوجيا المرضية للسيلوليت على عمل الإنزيمات المعروفة باسم matrix metalloproteinases واختصارها (MMPs)، وهذه الانزيمات هي المسؤولة عن مرحلة النزيف من الدورة الشهرية. تبدأ عملية الدورة الشهرية في الأساس بإفراز هرمونين من الغدة النخامية الأمامية: الهرمون المحفز للجريبات FSH وهرمون LH. هناك هرمونات أخرى مسؤولة عن بدء الإباضة في وقت لاحق، والطمث. في حالة عدم وجود الحمل، تنفصل بطانة الرحم التي انتشرت للتحضير لفترة الحمل، وتزول. والمسؤول عن هذه العملية هي إنزيمات MMPs. ويمكن أن يظهر السيلوليت عند الفتيات الصغيرات في سن 12-13، على افتراض أنهن قد بلغن سن الحيض بين عمر 10-11. ومن غير المعروف لماذا يحدث هذا، ولكن هناك دراسات كافية تدعم وجود علاقة هرمونية بين السيلوليت والدورة الشهرية. في البداية، كان المعتقد أن هرمون الاستروجين هو المسؤول عن تحفيز انزيمات MMPs، بينما الواقع أن هرموني الاستروجين والبروجسترون يعملان على قمع وظيفة تلك الانزيمات. في المرحلة الأخيرة من الدورة الشهرية تنخفض معدلات هرمون الاستروجين والبروجسترون وترتفع انزيمات MMPs وفي الوقت ذاته تصبح الحركيات الخليوية المعروفة باسم IL-1a هي المحفز الرئيسي لانتاج انزيمات MMPs. وقد أجريت العديد من البحوث لفهم التعقيدات في هذا الصدد. وهنا تكمن الإجابة على العديد من اضطرابات النسيج الضام التي تعاني منها النساء. ومن الأمراض ذات الصلة بهذه العملية مرض الرباط الصليبي، ومرض مفصل الفك الصدغي (TMJ)، وارتخاء المثانة، وعلامات تمدد الجلد، وربما أمراض أخرى مثل الذئبة الحمامية وتصلب الجلد.
معالجة السيلوليت
يدعو أطباء الجلد إلى ضرورة توعية العامة عن السيلوليت وأن هذه هي الخطوة الأولى في الوصول إلى علاج فعال لحل هذه المشكله. ويعتقد خبراء التجميل والأطباء أن السيلوليت هو اضطراب في الأنسجة الدهنية ذاتها، وأن الذين يعانون من السيلوليت ربما يخوضون معركة خاسرة. وتشمل العلاجات طرقاً مختلفة منها العلاجات الكهرومغناطيسية، والعلاجات الفيزيائية مثل الضغط والشفط، والعلاجات الحرارية. والتدليك والمشدات.
ماهي الفائدة من تدمير النسيج الضام في الساق عندما يكون بالفعل في حالة يرثى لها؟ في الحقيقة يعمل ذلك على تسوية سطح الجلد من خلال تذويب الدهون التي تبرد لاحقاً فتتصلب وتتغذى بالأوعية الدموية، ويؤدي هذا إلى نمو الخلايا الدهنية وتولّد خلايا دهنية جديدة تعمل على ملئ الفراغات.
هل يوجد علاج موضعي فعال؟ في الوقت الحاضر، يبدو أن بعض المنتجات فعالة بشكل جزئي، لكنها لم تنجح بعد في منع السيلوليت من الحدوث. والمرحلة الثانية التي يجب القيام بها في العلاج هي استعادة بنية النسيج الضام إلى حالته الطبيعية الأولى. وهناك عدد من الباحثين - معظمهم من أطباء النساء والولادة والغدد الصماء - يبحثون في دور الخلايا الليفية في تكوّن السيلوليت. وهذه هي الخلايا الحرجة التي تقود إلى السيلوليت، لأنها تنتج الانزيمات التي تدمر الكولاجين، بالإضافة إلى أنها تحفز الكولاجين الضروري لإصلاح الضرر الناجم بفعل السيلوليت. في الواقع لا تزال هناك حاجة إلى الكثير من الأبحاث حول الخلايا الليفية، ويأمل الباحثون في التوصل إلى علاج موضعي وآمن يعالج الكولاجين المتضرر ويحدّ في الوقت ذاته من تطور السيلوليت.
نصائح واقتراحات
لايزال تقييم السيلوليت مبهماً من حيث تحديد درجته، إلا أن هناك ثلاث درجات أساسية تصف حالة السيلوليت وهي: الطفيفة أو المعتدلة أو الحادة. والمنطقة الأكثر عرضة للسيلوليت هي الأرداف، نظراً لكونها مدعمة بأربطة تمتد من الجلد والنسيج الدهني وصولاً إلى العضلات، ومن العلامات الأولية لحدوث السيلوليت ترهل الأرداف وتحولها من الشكل الدائري الطبيعي إلى المربع.
وتنصح السيدات اللاتي يعانين من السيلوليت بارتداء جوارب طويلة لدعم الساق، حيث يساعد الضغط العمودي على محور الساق في تحفيز الخلايا الليفية لإنتاج الكولاجين بدلا من إنزيم الكولاجيناز، وهو من إنزيمات MMPs. كما أن أي شيء من شأنه أن يعزز من صحة الأنسجة سيكون مفيداً، ومن ذلك اتباع نظام غذائي غني بمضادات الأكسدة والفيتامينات مع اللحوم الخالية من الدهون. وزيادة الوزن ليست هي السبب في الإصابة بالسيلوليت، ولكن يبدو أن أسبابها ترجع إلى العامل الوراثي، حيث يوجد ما نسبته 5% من النساء في العالم لا يصبن بالسيلوليت.
يعتبر حمض أسياتيك Asiatic acid من المواد الفعالة في تحفيز انتاج الكولاجين، وهو العنصر الرئيسي في نبات سرة الأرض الأسيوي Asiatic acid. ومن المواد الفعالة أيضاً مضادات الأكسدة كما في الشاي الأخضر ولكن أياً من العناصر الفعالة لا يعمل منفرداً. ويكمن السر في علاج السيلوليت في تثبيط عمل إنزيمات MMPs وما تخلفه من أثار ضارة، وإعادة بناء الكولاجين، وإعادة هيكلة الأنسجة الطبيعية من خلال استعادة الدهون اللازمة لملء الفراغات أو التجاويف الظاهرة على سطح الجلد.

لا يوجد علاج فعال للسيلوليت

السيلوليت هو اضطراب في الأنسجة الدهنية ذاتها

صورة توضح الجلد الطبيعي والمصاب بالسيلوليت

تشابه المنطقة المصابة بالسيلوليت بقشرة البرتقال

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق