Translate

السبت، 6 يونيو 2015

الرعاية التغذوية للأطفال المتعافين من السرطان


هنادي سعيد النغيمشي*
    لعلاج السرطان آثار جانبية متعددة، ومعظمها تختفي مع انتهاء العلاج، ولكن لا يزال المتعافى معرضاً للإصابة بأمراض مزمنة أخرى نتيجة بعض الأدوية والعادات الغذائية السيئة، ولإعادة قوة وصحة الجسد وإعادة بناء الأنسجة والخلايا التي قد أصابها التلف وللمحافظة على جسد سليم وحمايته من بعض الأمراض المزمنة التي قد تنتج بعد ذلك، هناك بعض النصائح الغذائية التي ننصح جميع المتعافين أن يتبعوها.
من الأمراض الشائعة التي قد تصيب المتعافين، هشاشة العظام التي قد تؤدي إلى الكسور لذا من المهم المحافظة على قوة العظام والأسنان وصحتهما بعد العلاج وخاصة في فترة النمو، وتعتبر الأسنان والعظام مخازن الكالسيوم في جسم الإنسان، وهو ما يدعمهما ويحافظ على قوتهما وسلامتهما، ولكن لا يمكن لجسم الانسان صنع الكالسيوم لذلك يجب تزويده به عن طريق الطعام بكميات كافية كل يوم، فمن مصادر الكالسيوم الرئيسية منتجات الحليب والألبان والأجبان، كما أنه يتواجد في بعض الخضروات والورقيات الخضراء كالسبانخ والخس والقرنبيط الأخضر والملفوف.
ولكن هناك عامل آخر يؤثر على قدرة الجسم على امتصاص الكالسيوم وهو معدل فيتامين (د) لكن الأطعمة التي تحتوي على نسب كافية من فيتامين (د) قليلة جداً، لذلك يجب علينا استمداده من مصدره الرئيسي وهو الشمس، فأجسادنا تصنع فيتامين (د) بمساعدة من الشمس، لذلك فخمس عشرة دقيقة يومياً تحت أشعة الشمس -مع مراعاة اختيار أوقات الصباح الباكر أو فترة العصر لتجنب ضرر الشمس من حروق أو ضربات الشمس- كافية لتزويد اجسامنا باحتياجاتها اليومية من هذا الفيتامين، ويجب كشف قدر كاف من الجسم كالساقين أو الأذرع أو الظهر بحيث لا يكون هناك حاجزاً بين الأشعة والجلد، فكشف الوجه والكفين وحدهما غير كافٍ.
في حين أنه من الأفضل الحصول على الكالسيوم وفيتامين (د) من الطبيعة، فقد يحتاج في بعض الأحيان إلى اللجوء للمكملات إذا كانت نسبة الفيتامينات منخفضة في الدم.
من المشاكل الصحية الأخرى التي قد يتعرض لها المتعافى السمنة وزيادة الوزن، فارتفاع معدل الشهية بسبب بعض الأدوية واكتساب عادات غذائية سيئة أثناء العلاج وانخفاض النشاط البدني جميعها أمور تساهم في زيادة الوزن، لذلك يجب الحد من الوجبات الدسمة والوجبات السريعة والسكريات واستبدالها بالوجبات الغذائية عالية الفائدة كالفواكه والخضروات والألبان والأجبان قليلة الدسم واللحوم والدواجن والأسماك مرتفعة البروتين، كما يجب ممارسة الرياضة البدنية بشكل يومي كالمشي واللعب خارجاً، فهذا يساعد على الحفاظ على وزن صحي كما أنه يمنع -بإذن الله- الإصابة بأمراض القلب والضغط والسكري.
وعكس ذلك، في بعض الحالات تكون مشكلة المتعافى في نقص الوزن وعدم استطاعة تناول كمية الغذاء الكافي، وفي هذه الحالة ننصح بتناول خمس إلى ست وجبات صغيرة على مدار اليوم بدلاً من ثلاث وجبات كبيرة، والحرص على وجود الوجبات الخفيفة مرتفعة السعرات الحرارية في متناول اليد كالمكسرات والعصيرات ومشروبات الحليب المخفوق والبسكويتات، من المهم أيضا تناول وجبات غنية بالبروتينات والموجودة في الألبان والأجبان واللحوم والدواجن والبيض والسمك، في بعض الحالات قد يحتاج أخصائي التغذية إلى تزويد المتعافى بالمكملات الغذائية للمساعدة في زيادة السعرات الحرارية والبروتينات المتناولة اللازمة لإعادة قوة وسلامة الجسد.
باتباع النصائح السابقة سيستطيع المتعافى -بإذن الله- أن يعيش حياة صحية ويستعيد قوته وطاقته ويحمي نفسه من الإصابة بأمراض اخرى.
* قسم التغذية العلاجية

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق