Translate

الجمعة، 10 يوليو 2015

عيادة السكري

 الأمراض المناعية
* تحدثت عن مرض السكري كونه مرضا يختص بالخلل المناعي، فما هي أهم الأمراض المناعية الأخرى التي قد تكون مصاحبة لمرض السكري وخاصة في الأطفال؟
- قد يكون مرض حساسية القمح والذي يعرف باسم المرض الجوفي أو الاسهال الجوفي أو الاعتلال المعوي من الحساسية للجلوتين أو إسهال المناطق غير الحارة من أكثر الأمراض المناعية مصاحبة لمرض السكري النوع الأول.
إن مرض حساسية القمح أو مرض حساسية الأمعاء الدقيقة للجلوتين، وهو بروتين موجود في القمح أو الشعير يعتبر من الأمراض المصاحبة لمرض السكري ويصيب حوالي خمسة في المائة من هؤلاء الأطفال أو المرضى بينما هناك نسبة كبيرة من مرضى السكري عرضة لهذا المرض. فسنتحدث عن هذا المرض في طفل السكري وأسبابه وطرق علاجه وخاصة لدى المصابين بمرض السكري.
حساسية القمح
* يتحدث الكثير عن أعراض مرض حساسية القمح والبعض يقول إنه قد لا تكون أعراض واضحة لهذا المرض، فما صحة هذا الأمر؟
- كما هو معروف أن هذه الحساسية والتي تعرف بحساسية القمح، تسبب عدم القدرة على امتصاص العناصر الغذائية نتيجة للالتهاب والتلف الذي يصيب البطانة المعوية. فيمكن أن تبدأ أعراض المرض الجوفي عند أي سن فالمصاب بالمرض الجوفي عرضة للإصابة بالإسهال وقد يؤدي هذا الإسهال إلى حالة جفاف بالغة السوء ومهددة للحياة. يتميز البراز في هذا المرض بأنه ضخم أو كبير الحجم ولونه أسمر أو رمادي وهو كثير الرغوة وذو رائحة كريهة ويميل للالتصاق بجدار المرحاض وهذا الالتصاق سببه ارتفاع المحتوي الدهني للبراز. ليس كل مصاب بالمرض الجوفي يعاني الإسهال، فبعض أولئك المرضى فقط يعانون أعراض سوء الامتصاص ويكون بسبب تدهور قدرة بطانة الأمعاء الدقيقة على امتصاص العناصر الغذائية والفيتامينات والمعادن، وبالتالي لا تصل هذه العناصر إلى مجرى الدم بوفرة.
عواقب المرض
* ماهي عواقب هذا المرض على المرحلة القريبة والمرحلة البعيدة المدى؟
- لابد من فهم ميكانيكية المرض أولا، فإن الطعام غير الممتص يخرج من الجسم مع الفضلات البرازية وذلك يمكن أن تكون له عواقب متعددة. إن أعراض سوء الامتصاص تشمل الإسهال ونقصان الوزن ونقص الفيتامينات ونقص المعادن وفقر الدم ومن الشائع أن حدوث نقصان الوزن يؤدي إلى نقص مستويات البروتين في الدم وتورم الساقين. وقد تنزف اللثة بسبب نقص فيتامين «ك». كما أن نقص فيتامينات أخرى يمكن أن يؤدي إلى تدهور الجهاز العصبي. وأيضا قد يؤدي هذا المرض إلى جفاف الجلد وتقرح الشفتين أو اللسان. والجدير بالذكر أن الذين يعانون من هذا المرض الجوفي قد يصابون بفقر الدم لقلة امتصاص الحديد وحمض الفوليك أو الاثنين معا. كما أن عدم القدرة على امتصاص الكالسيوم مثلا وفيتامين «د» يمكن أن يؤدي إلى هشاشة العظام الذي يكون مرض السكري أكثر عرضة له من غيرهم. إن من أعراض اصابة طفل السكري بمرض حساسية القمح هو اصابته بنقص السكر المتكرر أو نقص الطول وأيضا نقص الوزن. وقد لا تظهر على طفل السكري أية أعراض لذلك كان التشخيص المبكر مهماً جداً. أما على المدى البعيد فإن ذلك سيؤثر على الطول ونمو الطفل أيضا.
صعب التشخيص
* يعتبر مرض حساسية القمح صعب التشخيص نوعا ما والبعض من الأطباء لا يدرك مدى انتشاره وبالتالي يتأخر التشخيص، فهل بالإمكان التحدث عن طريقة التشخيص؟
- قد يصعب تشخيص المرض الجوفي أو حساسية القمح في مراحلها المبكرة لذا كان لابد للطبيب من توقع المرض والكشف المبكر عنه. والأبحاث التشخيصية لذلك تشمل اختبارات الدم كالبحث عن الأجسام المضادة لهذا المرض وفحوص البراز التي قد تدل على وجود المرض الجوفي. ويتم التأكد من التشخيص بفحص عينة من الأمعاء الدقيقة تؤخذ عن طريق المنظار. ويتردد الكثير من الأهالي في عمل المنظار إما خوفا من المنظار بحد ذاته أو خوفا من عواقب المنظار التي يعتقد بها البعض أو من عدم ادراك أهمية المنظار.
صعب العلاج
* هل يصعب علاج الأمراض المناعية المصاحبة لمرض السكري ومثال ذلك مرض حساسية القمح؟
- قد يكون بالفعل صعب العلاج وذلك لأن الحمية عن القمح قد تكون صعبة نوعا ما. إن طريقة العلاج الرئيسية ترتكز على تناول غذاء خال من الجلوتين. وهي مهمة قد تكون صعبة نوعا ما خاصة لطفل السكري الذي يطلب منه الحمية من السكريات الأحادية والحمية أيضا من القمح. ولا يوجد الجلوتين في الاطعمة النشوية والقمح وحسب ولكنه يعد من المكونات الخفية لكثير من الأطعمة المجهزة الشائعة. فمن يعانون الحساسية للجلوتين عليهم إمعان النظر جيدا في المعلومات المدونة على عبوات الأطعمة والتي تبين مكوناتها، وأن يكونوا حذرين من الأطعمة المصنعة غير المعبأة أو المعبأة ولم تكتب على عبواتها المعلومات اللازمة المفيدة. ويجب على مريض حساسية القمح الذي يعرف بمرض سيلياك تجنب تناول القمح والشعير في أي صورة، والحرص كل الحرص على تحليل السكر المنزلي المتكرر للكشف عن أي ارتفاع أو انخفاض في مستوى السكر في الدم.
ارتباط حساسية القمح بحدوث الأورام
* ما صحة ارتباط حساسية القمح بحدوث الأورام على المدى البعيد؟
- نعم قد تحدثت بعض الدراسات عن ذلك وأن هناك زيادة في نسبة حدوث مرض الليمفوما على سبيل المثال ولكن بلا شك أن التحكم التام بالحمية سيقلل من حدوث المضاعفات بصفة عامة. أي أن عدم الحمية وتعريض الأمعاء لحساسية القمح المستمرة قد يزيد من امكانية حدوث المرض اللمفاوي بنسبة تزيد على ثلاثة أضعاف. وهذا ما ننصح به دوما في العيادة بالحرص على الحمية والالتزام بها ويمكننا معرفة ذلك بإعادة تحليل الأجسام المضادة كل عام ومحاولة جعلها أي الأجسام المضادة في الحدود الطبيعية. إن التمسك بالحمية الدائمة قد يكون بلا شك أمرا صعبا ولكن يجب على الطفل أو البالغ المصاب بحساسية القمح الالتزام بالحمية الأبدية.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق